LEXICARABIA

LEXICARABIA

Communication fonctionnelle et animation de groupe

التواصل الوظيفي

وتقنيات تنشيط الاجتماعات

عبدالغفور البقالي


 إن من بين مهــام الإدارة التربوية تدبير الشّأن الإداري والتربوي والانفتاح الممنهج على المحيط الاجتماعي والثقافي. والإشراف بالتالي على تسيير الاجتماعات التي تعقد دوريا داخل المؤسسة -وفي بعض الأحيان خارجها- لحل مشاكل طارئة أو اتخاذ قرارات مناسبة أو إعداد برامج لها صلة وثيقة بمجالي التربية والتعليم. وتعقد كذلك للتواصل مع أطراف خارجية أخرى لها اهتمام مميّز بمرامي وأهداف المدرسة. فالمشرف أو المنسِّق التربوي مطالب أن يطلع على المستجدات في مجال دينامية التواصل أو الاتصال (communication humaine) لتطوير أدائه المهني وتحقيق الأهداف الأساسية للعملية التربوية. فإلمامه بالتواصل اللغوي والإيمائي والتواصل عبر الصورة والتواصل الاجتماعي  والمجالي(communication par l'espace)[1] الخ. يؤهله لتحمل مهامه الإدارية والتربوية ;والإشعاعية على أكمل وجه[2]، ويؤهله لتدبير الموارد البشرية بصفة ملائمة.

وسنحاول من خلال هذا العرض أن نتناول بالتحليل محورين أساسين يمكن الاستفادة منهما في تدبير شؤون الإدارة التربوية، وهما التواصل الوظيفي وعلاقته بالتسيير الإداري والتربوي وتقنيات تنشيط الاجتماعات.

 

المقاربة التواصلية  وعلاقتها في تدبير شؤون الإدارة التربوية :

         إن تدبير الموارد البشرية  يتطلب أساسا معارف وقدرات وأدوات ينبغي لأطر الإدارة التربوية الإحاطة والتدرب على استعمالها في مهامهم الإدارية والتربوية والتواصلية. ومن بين هذه "الوضعيات المهنية" (situations professionnelles)  الوظيفية  العمل الجادوالواعي في خلق تماسك تواصلي بين مختلف فئات المستهدفين التي أسند أليه تدبيرها وتأطيرها بمساعدة طاقمه الإداري وخاصة النظّار والحرّاس العامون. وليتم ذلك بطريقة معقلنة يجب الإلمام بوسائل وأدوات التواصل أو الاتصال بمفهومه التربوي لأن التواصل يساعد على بلوغ المرامي والأهداف التي يتوخاها مدير المؤسسة التعليمية، ويساعده بالتالي على تحديد المضامين الإدارية والتربوية والتعلمية، وتؤدي تقنبات الواصل إلى التفاعل المثمر مع الموارد البشرية  والطرق البيداغوجية المستعملة في الأنشطة التربوية . فالتواصل بهذا المعني يمد الجسور بين مختلف فعاليات المنظومة التربوية - ولو في مستواها المصغر- فمدير المؤسسة التربوية أو من ينوب عنه مطالب بالتنسيق عبر آليات بعينها بينه وبين أطر الأدارة وبينه وبين هيئة التدريس من جهة، وبينه وبين المحيط المدرسة  الاجتماعي والثقافين، وحين تحين الفرصة ينفتح على المحيط الاقتصادي لأن هذا النوع من التواصل يتطلب مناخا ووعيا مناسبا وثقافة  تتميز بصدق المواطنة ووحدة المصير، وذلك من أجل تنمية مستديمة يشارك فيها الجميع. وهكذا يتفاعل مسؤولو الإدارة التربوية مع كل هذه المكونات،فيؤثر فيها وتتفاعل وظيفيا معه، فقد يخطأ ويصيب ويتدارك خطأه بمسؤولية، ولا ينغلق على ذاته ويشتغل أفقيا كأنه الآمر الناهي. فيبدي رأيه ويتقبل بصدر رحب آراء الآخرين. وبهذه الطريقة يتواصل مع مجموعتهالصغرى ومحيطة الاجتماعي والثقافي ولاقتصادي. فالصعوبات التي قد تعترض مساره التدبيري فهي بمثابة تحدّ ينبغي التغلب عليه وتطويعه.

 

         ومن هذا المنطلق يندرج مشروع تكوين الإدارة التربوية بجميع مكونانتها. ولتحقيق نتائج إيجابية في هذا المضماريهدف التواصل الوظيفي إلى غايتين أساسيتين :

1-      نقل المعلومة من مُتواصل إلى متواصل معه أي من مصدر المعلومة إلى مستقبلها. وذلك بطريقة مباشرة أو بواسطة آلة.

2-      التفاعل الإيجابي داخل مجموعة وظيفية مستهدفة.

إن تنمية المعارف والقدرات تخضع لانصهار عقلاني داخل مجموعة عمل باختلاف مكوناتها. فالمدير يتواصل باستمرار مع المجموعة المدرسية وكذلك المحيط الاجتماعي والثقافي. وهو يتصل بهذا المعنى عبر مرامي وأهداف تحدد في مستهل السنة الدراسية، ويرتكز على مضامين يمكن أن تخضع في مرحلة من مراحل تنفيذها إلى تقييم يكون بمثابة استثمار لأداء المسؤؤول الإداري. كما يصهر على تتبع عمليات التدبير على لا تصبح حبرا على ورق أو تعليمت جوفاء.

      

     وفي هذا الإطار لابد في مستهل هذا العرض النظري - التطبيقي التذكير - ولو باختصار شديد - بتقنيات التواصل، وبوجه خاص بالترسيمة التواصلية في نظرية "إحصاء المعلومة" والترسيمة المعيارية اللغوية لــياكبسون Roman Jakobson (وفي هذا النوع من التواصل، راجع Essai de languistique générale t1 et t2, 1973) التي تبين عناصر ووظائف التواصل اللغوي.

اقرأ المزيد، اتصل بـــ  abakkali1@yahoo.fr


[1] Baylon (Christian) et al., 1994, "Communication par l'espace", in La Communication, Paris, Nathan/Université

[2]  والذي يهمنا في هذا السياق هو التركيز على التواصل المجالي لمعرفة العلائق التي نربطها بيننا وبين الآخر عندما نريد إيصاله رسالة معينة. فالمجال في مفهومه الإبستمولوجي يذكرنا بالفضاء الذي نعتبره ملكا لنا. فالطفل مثلا يرفض أن نستولي على كرسيه أو طاولته،  والمدرس يحتمي بمكتبه ومنصته، والمدير ينزوي داخل مكتبه... وهذه الفضاءات أو المجالات تغذي تواصلا خاصا، لأن  العلائق الإنسانية  تختلف باختلاف المجالات التي نتواجد بها. فجغرافية المكان هي التي توجه الاتصال بين الأفراد. إن الوضعية وجها لوجه (face à face) تؤدي إلى التعارض القائم بين المتكلمين، بينما الوضعية حول طاولة مستديرة ترمي إلى تفاوض حول إشكالية قائمة، الخ. وهكذا تبرز أهمية المجال في تغذية التواصل.

وفي هذا الإطار قسم بعض علماء الاجتماع المجال  territoire  إلى ثلاثة أنواع :

1 ( المجال العشائري tribal وهو يمثل الاعتقاد بأننا ننتمي إلى مجموعة بشرية نتفاعل داخلها نفسيا واجتماعيا ووجوديا، رغم انحباسنا داخلها بشكل من الأشكال )ما هي وضعيتنا مثلا داخل مجموعة يتعدى تعداد سكانها 30 مليونا مثلا؟( وهذا يؤدي حتما إلى انقسام المجموعة الكبرى إلى مجالات تربطها صلات سوسيوثقافية أو اقتصادية كالجهة والولاية والإقليم والمدينة والقرية والحي والجوار، الخ.

2 ( المجال العائليfamilial  : يختلف عن الأول لكونه محدد المعالم، فالأسرة وحدة متماسكة تربطها علائق عاطفية دقيقة، وهي تعيش في مجال ذات حدود بينة، ويلاحظ أثناء العطلة مثلا تجمعها داخل خيمة ووضعها سياجا يمنع الغريب من تسلله داخل المجال العائلي.

3 ( المجال الشخصي   personnel   أو ما يسمى بالمجال الحيوي (espace vital) نظرا لكونه يمثل ضرورة للإنسان )أو الحيوان على السواء(، لاحظ مثلا انزواء الطالب في قاعة المطالعة، فهو يحدد مجاله ولا يسمح لأحد أن يشاركه هذا المجال.

ودراسة هذه المجالات تبين بوضوح الأنواع التواصلية التي يتحتم التقيد بها ومراعاتها في كل مداخلات. لأن التواصل الحقيقي لا يتم خارج السياق الزمني والمكاني. فاختيار المكان يحتم نوعا محددا من التواصل، ولهذا وجب مراعاة هذين البعدين والعمل على توفير مناخ ملائم لتواصل بناء  ومميز.

 



07/10/2010
1 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Littérature & Poésie pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 50 autres membres