LEXICARABIA

LEXICARABIA

Une autre forme du savoir: la combinaison entre les mots ou les principes de la syntaxe

"معرفتنا" للبنية الصوتية للغة

 

ترجمة: عبدالغفور البقالي

 

شكل آخر من المعرفة: توافقية بين الكلمات أو مبادئ التركيب

 

كما أن الصّوْتيات تتألف بين بعضها البعض لتُكوّن وحدات من مستوى عال كالمقاطع أو الكلمات، فإن هذه الأخيرة تتألف أيضا بين بعضها البعض لتشكل وحدات من مستوى عال كالجمل. هناك نقطة مهمة يجب الإشارة إليها وهي أن تلك التوافقيّات   (combinaisons)بين وحدات من نفس المستوى ليست حرة بل خاضعة لإكراهات معينة وفي غاية التعقيد. ويتم تخصيص مبادئ التوافقية بين الكلمات بواسطة قواعد التركيب. إن "المعرفة" التي لدينا عن تلك المبادئ بصفتنا متكلمي لغة خاصة تُكوّن مجالا آخر أساسيا بالنسبة لمعرفتنا اللغوية  (راجع بولوك Pollock، 1997 لتمثيل حديث للمكون التركيبي للنحو)

 

فأهمية البعد التركيبي لمعرفتنا تم الدفع بها الأمام من طرف نعوم تشومسكي الذي عمل من هذا البعد مصدر المجال الإبداعي للكلام البشري الذي تعرضنا له آنفا، والذي يمثل ميزته الأساسية.

ونتوفر كمتكلمين بالفرنسية على حُدوس معينة بالنسبة للتنظيم التركيبي لهذه اللغة. ونعتبر بالتالي أن المقولة (1) أدناه جيدة التشَكُّل من الناحية التركيبية، بيد أن المقولة (2) ليست كذلك:

(1) La fille blonde traverse la rue (تعبر البنت الشقراء الطريق).

(2) Fille traverse la blonde la rue (بنت، تعبر، الــ، شقراء، الطريق)

        

نلاحظ إذن أنه من خلال الحكم على المقولة (2) يتبين أن هذه الأخيرة خاطئة التَّشكُّل من الناحية التركيبية، وهذا لا يعني أننا غير قادرين على "فهم" محتواها. فحكمنا على (2) يترجم مجالا في غاية التجريد لمعرفتنا اللغوية، وليس "صعوبة" الفهم.

 

ولنسترعي الدور الأساسي للتركيب بصفتها إحدى مستويات الالتقائية (interface) بين نطق ومدلول جملة يكفي أن نسجل أن مُعرِّفاً (déterminant) أساسيا لهذه الأخيرة يُقدَّم بالصفة التي تنتظم فيها الكلمات الواحدة مع الآخرين. وبالتالي، رغم أن الجمل (3) و (4) تتألف من نفس الكلمات فإن مدلولهما مختلفان بكل وضوح. وهذا يبين بطريقة جد بسيطة أن مدلول جملة لا يمكن أن يُشْتق  من المعرفة الوحيدة للكلمات التي تؤلفها.

(3)  Le chien poursuit le chat الكلب  يطارد القط.

(4) Le chat poursuit le chien القط يطارد الكلب.

 

وتبين قواعد التركيب الكيفية التي تتألف فيها كلمات الجمل داخل هذه الأخيرة بإضافة إلى هذه الجملة بِنْية باطنية (structure interne) .و تصف شكليا هذه البنية، والتي هي من طبيعة ترتيبية، شبكة العلائق التركيبية المكونة من كلمات الجمل. فتبرز هذه البِنية بأن الجملة ليست في حد ذاتها تتابعا خطِّيا (séquence linéaire) بسيطا لكلمات، ولكنها تتميز بتنظيم باطني تتألف داخلها تلك الكلمات كوحدات أو مكوِّنات تركيبية من مستويات مختلفة. وهذا الشكل من التوصيف يُمكِّن مثلا من تبيان أن التّتابع « L’amateur d'art japonais » مالك الفن الياباني يتيح تأويلين بالتخيير حسب الكيفية التي تُؤَلَّف فيها الكلمات داخل ذلك التَّتابع. ويمكن أن نُبرز هذا الاختلاف للتنظيم الباطني للتَّتابع باستعمال طريقة الوضع بين القوسين التي تبين التحليلين بالتخيير للتَّتابع: (( صاحب الفن L’amateur d'art) ( الياباني japonais)) أو (( صاحب  L’amateur) (الفن الياباني d’art japonais)). وبالتالي يمكن التعبير عن لَبْس في الجملة  La dame frappe l'homme avec une canne  (تضرب المرأةُ الرجلَ بعصا) بربط المركَّب المجرور  (syntagme prépositionnel) avec une canne  (بعصا) بالمركب  الفعلي   frappe l'homme  (تضرب الرجلَ) أو بالمركب الاسمي لوحده  l'homme . فاختلاف التنظيم الباطني يوضح بدقة أكثر بإضافة إلى هذه المقولة واصفين تركيبيين متمايزين.

 

         تبين هذه الأمثلة البسيطة مجالا جزئيا تاما لمعرفتنا للتنظيم التركيبي للغتنا وأنواعا أخرى من المعارف التي تستطيع أن تُجلِّها عبر البديهيات  التي نمتلكها حول العلائق بين المقولات ومقبوليتها (acceptabilité) وكذلك العلائق للتَّشارك الإحالي (coréférence) بين التعابير اللغوية. بينما تكفي هذه الأمثلة  لتبين أن معرفتنا اللغوية تتعدى المعرفة البسيطة لكلمات اللغة.

 

         فالمعرفة عن ظهر قلب والأكمل والأخيرة للمعجم الإنجليزي ليس بالضرورة معرفة اللغة الإنجليزية. فالجزء الأساسي لمعرفة اللغة هي تلك المتعلقة بالاندماج التركيبي. ومرة أخرى، ففي هذا الشكل من المعرفة يكمن استعمالنا الإبداعي للغة.

 

 

 

 

 



24/11/2010
0 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Littérature & Poésie pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 50 autres membres