L’école aux enchères (en arabe)
المدرسة في المزاد العلني
لقد وصلنا إلى سوقِ الدلالة (المزاد العلني). الحرارة وصلت أقصى ذِرْوتها. والغبار يتطاير في الهواء ويحجب الرؤيا؛ ولا تسمع إلا أصواتا لا يمكن تحديد معانيها ولكنها أصوات غريبة !
الدلال الأول :
- إذا تعلّمتَ الفرنسية، فستفهم العلوم! هيا...
الدلال الثاني (في الخلف):
-إذا تعلمت الإنجليزية، فستفهم العلوم! هيا...
صياح هنا وهناك. والغبار يخنق المتسوقين والمتسكعين !
والجموع الهائلة مذهولة لا تنطق ببنت شفة. هالتهم سلعة الدلالين الغريبين عن هذا السوق. ولم يستطيعوا فهْمَ ما يجري ! لأنّهم اعتادوازيارته للتسوق وللفرجة خاصة والاستماع إلى حكيم القرية.
الصياح يصُمُّ الأذان ويكْبِتُ الأصوات تحت شمس حارقة.
وفجْأةً تدخّل أحد الزائرين :
-أين نحن ؟.. في فرنسا؟ في إنجلترا أو امريكا؟.. لا أكاد أُصدّقُ ؟ دلاّلٌ بملامح مغربية ويعرض سلعة فرنسية أو انجليزية غريبة؟.. ونحن لناأفضل منها. من أعطى الرُّخْصة لهذين الدلالين ليُسوّقوا سلعة لا نريدها؟ من تواطأ معهم؟ غريب أمرُ هذا البلد !
ثم أردف قائلاً بأعلى صوته:
-توقفوا ! توقفوا !.. اشرحوا لي أولاً أين نحن ؟ ومَنْ تكونون؟ يا من تنادون باقتناء بضاعة مستوردة هجينة ؟
حاول الدّلاّل الأول أن يُوَضّح مزايا بضاعته وآثارها على تعلُّم العلوم والتكنولوجيا وولوج عالم الشغل ووو... وحاول الثاني مكررا نفس المزاياالمأدبة...
بدأ صاحبنا يتثاءب وكأنه لم ينم الليلة !
فارتسمت في وجه المتسائل علامات التقيء من هذين الدلالين ومن تلك السلعة المُفخّخة. فتذكر أن هذه السلع ما هي إلا احتلال جديد قديمللبلد وتجريف خبراتها وتنويم للعقول التائهة.
طالب المتسوقون من الدلالين أن يخْرجا على الفور من هذا السوق وأن لا يعودا إليه أبداً لأنّ أصحابه لا يرغبون في هذه البضاعة.
اختفا الدلالان.
ولكن أحدهما لِما له من نفوذ في مراكز القرار نجح إلى حدّ بعيد في بيع بضاعته المهترئة. سكتت البنادير وصمت أصحاب السوق وعادتالقرية إلى رتابة حياتها.
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 50 autres membres