Caractéristiques générales de la perception de la parole d'après les expériences de synthèse acoustique (en arabe)

المُميِّزات العامة لإدراك الكلام

حسب التّجاريب التّوْليفية الإصْغائية

ترجمة : عبدالغفور البقالي

مكّنتْ هذه الأشغال في بادئ الأمر من تأكيد الطّبيعة المُعقّدَة جدّاً للعلاقة التي تربطُ الإدراك بخاصيّات مُؤشِّر الكلام. وقد أكّدتْ هذه الأبحاث الطّبيعة الامْتداديّة الأساسية (continue) لمُؤشر الكلام ؛ وعلى وجه الخصوص، تداخلُ العلامات الإصْغائية المُتعلّقَة بمخْتلَف القِطَع الصّوْتيّة (segments phoniques) للمقْطَع (syllabe) على نطاقٍ واسعٍ في المْوجة الإصغائيّة. ومن ثَمّ إمكانبة توصيل موازيّ (مُتزامِن) لعدّة قِطعٍ (انظر شكل 8).

شكل 8. توزيع العلامات الإصْغائيّة المتلائمة مع مُخْتلَفِ قِطـَع المقْطَع

شكل 9. طيْفِيّات اصطناعيّة لـ/b/ و /d/ بعلاقتهما بالصّائت الذي يتبع

(CPS أي (cycle par seconde) "امتداد في كل ثانية")

وقد قدّم أيضاً ليبرمان Liberman وزملاؤه توْضيحات مُهمّة لنوعية إنجاز قِطَعٍ صوْتيّةٍ بعلاقتها مع سِيّاق الإنجاز.

دعنا نُشير إلى حالتين :

يمكن لعلامات إصْغائية أن تؤدّي إلى إدراك نفس صوْت الكلام.

ونفس العلامة الإصْغائية تؤدّي إلى إدراك أصوات الكلام مُميِّزَة (بعضها عن بعض).

وهذا مثال لكلّ حالة :

كما يُمكن مُلاحظته في سلسلة الطّيْفِيّات الاصطناعية والتي سنقدمه أسفله (شكل 9)، فطبيعة الانتقال من المُكوِّن الثاني الذي يؤسِّسُ لتحديد الصّوامِت الاستهلالية /b/ و /d/، فهي تتنوّع بصفةٍ كبيرةٍ وذلك حسب الصّائت الذي يُضاف إلى تلك الصّوامت. وقد تـُؤدّي العلامات الإصْغائية المختلفة بكلِّ وُضوحٍ في بعض الأحوال إلى إدراك نفس صوْت الكلام المُتعلّق بإنجاز الصّوْتيّات /b/ و/d/.

وبصفة تكميليّة، قد تؤدّي نفس العلامة الإصْغائيّة التي تُمثّل انفجار صوْت بقوة 1400Hz إلى إدراك الصّوامت /p/ أو /k/ حسب طبيعة المُكوّنات التي ترتبط بها. إذن هي نفس العلامة الإصْغائيّة التي تُولِّد إدْراكاً لصامتين مختلفتين حسب سياقها الإنجازي.

فالبحوث التي أنجزت من أجل الكلام التوليفي أدّتْ إلى إبراز علاماتٍ يُمكن لمُستمعٍ أنْ يستعملها لإدراك مختلف القِطَع أو أنواع القِطَع وبالتالي التمييز بينهم.

وعلى سبيل المثال هناك علامة مهمّة تُمكِّنُ من تمييز صوامت انفجارية لا تختلف إلاّ بطبيعتها المجهورة أو المهموسة، وهي VOT (من voice onset time "توقيت بدء الصوت"). والـVOT يتلاءم من الناحية التّلفُّظيّة مع الزمن الذي يفصل الصّوْت الانفجاري الصامتي وبداية الإجهار(voisement) (يعني تدخُّل ارْتجاح الحبال الصوتية). وهذا يتمثّل على الطّيْفِيّة بالمسافة التي توجد بين مُستهلِّ تحوُّل (بمعنى انتقال صوْتي) المُكوِّن الأول بالنسبة لمُستهلِّ تحوُّل المُكوِّنات العليا F2 وF3 (انظر شكل 10).

شكل 10. طيْفِيّة لمقْطَعٍ مُستهلٍّ بصامتٍ انسدادي (انغلاقي) مهموس (في الأعلى) ومجهور (في الأسفل)

وتتميّزُ الصّوامت الانسدادية المجهورة (b, d, g) في الفرنسية بـVOT سلْبي أو صفر؛ بينما المهموسة (p, t, k) لها VOT إيجابي تقريباً 30 ms ( ميليثانية).

وهناك أيضاً علامة مهمّة بوُسْعها تمْييز الصّوامت الانسدادية المُكَوَّنَة من زاوية انتقال (angle de transmission) بالنسبة للمُكَوِّن الثاني. فتغييرات هذه الزاوية تُمكِّن من التّمييز بين الصّوامت بعلاقتها بحيّزالتّلفُّظ. وفي السياق الحركي (contexte vocalique) المتشابه، فإنّ إدراك الصّوْت الاستهلالي مثل /b/، /d/، أو /g/ يعتمدُ على قيمة تلك الزاوية.

رغم أنّ بحثَ علاماتٍ إصْغائيّةٍ ثابتةٍ لم تُمَكِّن من تقديم مُقْترحات نهائيّة لكيْ يتّضِح أكثر فأكثر أنّ نفس القِطْعة أو نفس الخاصيّة الصّوْتيّة ليست مُحدّدَة بعلامة إصْغائيّة واحدة فقط، بل بعددٍ من الخاصيات التي لها علاقات تعويض إدراكي (compensation perceptive)، والتي تتغيّر حسب السِّيّاق، فقد مكّنتْ هذه الدراسات استعمال أبعاد امْتداديّة وتسليط الضّوْء لميِّزةٍ مُهمّةٍ لإدراك بعض أصوات الكلام التي هي نفسها المتمثلة في طبيعة نوعيتها.