LEXICARABIA

LEXICARABIA

Avanie pathologique (en arabe)

الذّلُّ السّقيم

 

إذا شعبٌ شرِبَ الذُّلّ المُسْكِر 

فالسُّرّاق ينهبون مع كلِّ مُفْتر 

مفاتيحُ خزينةِ الدار لم تعُدْ لنا

استولى عليها الرّهْطُ الرّقيع بيننا

رضيتَ الذلّ منْقَبةً يا هائما

فتسلّط عليك جياع الدرهما 

لا تجزع ولا تغضب فهذا جزاؤك

فالساكت عن الحقِّ لا بُدّ هالك. 

 

سكتَّ عن مخبولٍ ينْتقِصُ من دينك

وقلتَ كالأبله هذا تعبيرٌ حرٌّ سالِك

ولم تعلمْ أنّ عِزّتَك بثوابت إسلامك 

فانهالتْ عليك تتراً مصائبُ حكومتك 

ما اكٰترثت لاهياً بشق صفِّ أمتك 

فتشقّقَ جدار الودِّ في نفوس إخوتك

حِيك التّمْزيقُ في أوكار أعدائك

فتجرّعْتَها وكأنك تُحْيي مجداً ينقصُك

فارْتديتَ كسْوَة الصَّغارِ بإرادتك

صمَتَّ عن تبْديد قوتِ بلدك

في البحر..تحت الأرض..فوقها.. 

فالْتهَمتْها بطونُ الشّرِّ الحالك كلها 

ولم تَعِرْ أيّ اهتمامٍ لقصْفِ مدرستك

فصارت في كنف الدّمارِ المُهلِك

فرضوا في تنميةٍ مُرقّعَةٍ لسان غيرنا 

بدعوى عِلْمٍ لن نتعلّمه أبداً بغيرنا 

حُيِّدتْ لغتُنا وأُهينَتْ في عُقْر دارنا

فصرنا في مأدبة اللِّئامِ المناكيدا

سابقةٌ لم تعرفْها أبداً أغبر الأمم

واعتزّ بها وطبّل لها أبواق المَأْتَم

تُلدغ من نفس الجُحْر مراتٍ ومرات

وتجُرُّكَ أحزابٌ ما هم بخير السِّمات

تكذب عليك صُحُفُ اليأس والافتراء

وتصدِّقُ ما قالته تحت ظلال الغباء

لا تبتئسْ بحظِّك فالخلاصُ في وعيك

نحن قومٌ ننامُ لبُرْهةٍ ونرُدُّ الكيل بإدْراك

 

هذه أكبرُ من أختها يا مغربي 

فالأمرُ لم يعرفه تاريخ موطني 

نِسٌوَةٌ عَنَتْ عليهن قسوة حياتهن 

فجرّدَتْهُن من بديل أدقّ يناسبهن

يئِسْنَ من اكفهرار وسواد حالهن  

فرميْنَ على الطريق ساخطات عفّتهُن !

لا هُنّ ببنات هوى يا مُتشكِّكا

ولا مشاكسات سافلات يبْغينَ تنمُّرا

بل أخوات رفضْنَ مُحبَطاتٍ وضْعهُن

ووزيرة تتبخترُ في مُنْتجَعٍ بعيدٍ بمالهن

وتلهو مُيبّسة الشعور لا ضمير يؤنِّبُها 

ولا مسؤولية بقَسَمٍ في عُنقها تطوِّقُها

تركل الأخلاق الحميدة والمساواة والقِيَم

وتدير ظهرها ضاحكةً لمهامِّها الجِسَم

أمرٌ بل أوضاعٌ مخزيةٌ لا تستقيم 

لأننا انحنينا بإرادتنا للذلّ السّقيم

 

شمّر  بحزمٍ ليتحطّمَ وثنُ الفساد

في وطنٍ سئِمَ التماطلَ المديد 

حواجز تعرقل عجلة تنمية العباد 

وتُعكِّر صفْوَ الوئام والاستقرار والوداد 

أهلك الله الماكر اللّجوج الأبْعَد

 

لا نرضى إلاّ بمغربٍ حُرٍّ سديد

يُعاقَبُ فيه بقسْوةٍ كل مُفْسدٍ عنيد 

ويُحطِّم بيت العنكبوت الفاسد الرميد 

مغربُ الرجال والنساء الماجدات

يلفظ كل خوّانٍ لئيمٍ أثيمٍ مقيت 

 

عبدالغفور البقالي 



31/08/2022
0 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Littérature & Poésie pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 50 autres membres