LEXICARABIA

التعليم المُصغَّر وتكوين الكبار

 عبدالغفور البقالي

الوضعية المهنية/التعليم المُصغّر Micro-Enseignement

         1. تـعريف التعليم المصغــر:

         التعليم المصغر أو Micro-Enseignement هو وسيلة تعلمية مهنية تُستعمل لتكوين المدرسين، وهو بالتالي تدريب عملي على تسيير القسم  بطريقة تدريجية ومبسطة. وهو بهذا المعنى طريقة معقلنة للتكوين ترتكز بالأساس على الجانب العملي للمتدرب.

         ظهر التعليم المصغر لأول مرة كطريقة عملية في جامعة Standford بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك سنة 1963 على يد مجموعة من الأساتذة الباحثين المهتمين بطرق التدريس و العمل على إدخال التكنولوجيا في العملية التعليمية، أمثال Acheson و Allen وBush وClark وCooper و Fortune و Ryan.

         وتطور التعليم المصغر تدريجيا بكندا، ثم انتقل إلى أوربا سنة 1970 (انجلترا، النرويج، السويد، هولندا، ألمانيا). وقد استعمل كذلك باستراليا وببعض بلاد العالم الثالث.

         وفي فرنسا كانت هناك طريقة تشبه إلى حد بعيد التعليم المصغر، اطلق عليها  " حلقة مقفلة للتلفزة " CFTV(Circuit Fermé de Télévision)، واستعملت في المدرسة العليا للأساتذة ENS بSaint-Cloud  ومدرسة المعلمين بـLille  منذ سنة 1967. ولم يهتم بالتعليم المصغر إلا ابتداء من سنة1979 .

         وقد استعملت هذه التقنية التربوية التعليمية في المغرب منذ مطلع الثمانينات بالمراكز التربوية الجهوية، خاصة مركز طنجة.

         في أول الأمر كانت فكرة التعليم المصغرتعني بالدرجة الأولى تكوين الطلبة الأساتذة خلال فترة العطلة الصيفية وتدريبهم  تدريبا وظيفيا على تسلم مهامهم كمدرسين خلال الدخول المدرسي.

         وكان همُّ هذه الصفوة من الباحثين الإجابة بدقة على إشكالية التكوين النظري الذي نهجته وتنهجه مراكز ومعاهد التكوين وتجعل منه الوسيلة الأمثل لاحتراف مهنة التدريس . وفي هذا الإطار لوحظت هيمنة الجانب النظري الذي يرتكز بصفة اساسية على المعارف العقلانية ولا يُمكّن المتدرب بصفة عملية على أداء مهمته التعليمية على الوجه الأكمل.

         ومن هذا المنطلق اهتدى هؤلاء الباحثون إلى إيجاد وسيلة هامة تمكن المتدرب من اكتساب مهارات بيداغوجية، لأن التعليم المصغر يمر عبر مراحل تمكنه من تقديم درس مصغر ومشاهدته ثم إعادته بعد الاستفادة من التصحيح الذاتي Autocorrection.

         2. مرامي التعليم المصغر

         تهدف طريقة التعليم المصغر المبتكر بـ Standford  إلى تنمية "القدرات البيداغوجية"  aptitudes pédagogiques للمتدرب، لأن العملية التعليمية معقدة، ولذا يجب معرفة مركباتها بدقة، وكذا معرفة مجموعة من المهارات والقدرات النوعية.

         يمارس المدرس أثناء العملية التعليمية التعلمية عدة وظائف يعكس من خلالها مواقف متعددة ومتنوعة تتطلب منه مجموعة من المهارات أو معرفة العمل savoir-faire أو Skill.

         تتجلى هذه المواقف في استعماله لتوطئة لها علاقة بأهداف ومحتوى النشاط التربوي، فهو يمهد لهذا النشاط، ويسأل، ويشجع المشاركة ويحث عليها، ويوضح تدخلات المتعلمين واستفساراتهم، ويصحح ويقوم.

         3. منهجية التعليم المصغر :

                   الهدف : المساءلة.

                   المهاراة القدرة على وضع الأسئلة.

         يتحقق هذا الهدف لاكتساب تلك المهاراة ب :

         1. تحديد أهداف ومحتوى الدرس المصغر micro-leçon.

         2. تحديد الفئة المستهدفة : من خمسة إلى ستة متعلمين.

         3. تحديد الغلاف الزمني : 5 دقائق (قابلة للتمديد).

         4. القاعة المعدة للعملية : مجهزة بالوسائل السمعية البصرية اللازمة.

         5. الإنجاز الفعلي للعملية : تتركز أساسا حول أسلوب وضع الأسئلة.

         6. تسجيل المحاولة بالوسائل التكنولوجية المعدة لذلك.

         7. مشاهدة المحاولة (رؤية الذات) Autoscopie أو ما يطلق عليها بالتغذية الراجعة أو Feedback وتحليلها.

         8. إعادة المحاولة.

         9. التغذية الراجعة الثانية.

         ويمكن تخطيط هذه العملية على النحو التالي :

         وتعاد العملية حسب المهارات التربوية المبرمجة.

         يمكن استعمال هذه الترسيمة في تقديم الدروس المصغرة. وتخطط العملية كالتالي :

هذه العملية تمكن المتدرب من اكتساب مجموعة من القدرات بطريقة وظيفية وموضوعية، لأنه في هذه الحالة يحدد بنفسه أو بإيعاز من المكون احتياجاته التكوينية.

         إن الترسيمة تبين بوضوح الاختلاف في المنهجية بين أسلوب التكوين التقليدي والتعليم المصغر :

 للمزيد، اتصل بــ  abakkali1@yahoo.fr