LEXICARABIA

LEXICARABIA

Le processus de sélection lexicale 2/2

عمليّة الانتقاء المعجمي

(أو كيف يتم اختيار الكلمة المناسبة)

2/2

ترجمة : عبدالغفور البقالي

وتبين النتائج بوضوح أن تقديم الكلمة المطابقة لإسم الرسم ينتج عنها تسهيل في وقت التسمية، حتى ولو قُدّمت الكلمة 200 مث بعد عرض الرسم. ومع ذلك فالكلمتان الأخريان (مرتبطة أو غير مرتبطة دلاليا) تُحدث عموماً حالة من الانسداد. ويصبح الانسداد أكثر قوة عندما تكون الكلمة مرتبطة دلالياً. ويوحي هذا إلى أنه عند تقديم الكلمة عِيّانا (مثل بيت وسيارة) فإنها تُنشّط تمثيلا دلالياً مختلفاً عن التمثيل الدلالي للرسم ( هنا كنيسة)، وأن هذه الكلمة قد تكون مرتبطة أو غير مرتبطة دلالياً بالرسم، مما ينتج عنه انسداد في تسمية الرسم. وتُسهّل التسمية وحسب عندما تكون الكلمة مُماثِلة أو لا لإسم الرسم، لأنها تنشط ولا شك المعنى المجرد للرسم (وهو نفسه هنا). وبالتالي عندما يسند للمستهدفين مهمة تصنيف الرسوم وليس تسميتها (تقرير مثلا إذا كانت كنيسة شيئا مصنوعاً أم لا)، تبين النتائج المحصل عليها تسهيلا للكلمات المتقاربة دلالياً (مثل بيت). وهذا يوحي بأن تأثير المنافسة (effet de compétition) يتدخل وحسب في مستوى الانتقاء المعجمي، عندما تتطلب المهمة نطقاً (مرحلة الالتقاء). وعندما تكون المهمة بسيطة غايتها التصنيف، تُلاحظ تأثيرات التسهيل (مطابقة للمرحلة الأولى للتنشيط بالتوازي للكلمات المتقاربة دلاليا).

 

وفي مختبرنا، عملنا على توسيع أبحاث غلازير و دونغلهوف باستعمال تقنية مختلفة بعض الشّيء (راجع ألريو Alario وسيغي Segui و فيراند Ferrand، 2000). وقد تجلت الفائدة من هذه الدراسة في تفصيلها لطبيعة عملية الانتقاء المعجمي. وفي هذه الحزمة من التجارب، كان على المتكلمين أن يسمّوا رسوم الأشياء. وكانت الرسوم مسبوقة إما بكلمة مرتبطة دلالياً (مثل كلمة جدمة مسبوقة لرسم فرس)، وإما بكلمة مقترنة شفهياً ( مثل كلمة  سرج مسبوقة برسم فرس)، وإما بكلمة لا علاقة لها بتاتاً بالرسم (مثل كلمة  زهرة مسبوقة لرسم فرس). ففي الحالة الأولى، نحصل  على الثنائي جدمة- فرس متناسقا دلاليا، وليس مقترنا شفهيا، بيد أن الثنائي سرج- فرس فهو مقترن شفهيا، وليس متناسقا دلاليا. وتبين النتائج المحصل عليها بوضوح وجود ميكانيزمين مختلفتين متدخلتين في الانتقاء المعجمي، وذلك تبعا لطبيعة العلائق بين الكلمات المعبّر بها. وقد ينتج عن الثنائيات المتناسقة دلاليا (مثل جدمة- فرس) تداخُلا (interférence) دلاليا، يؤخر بالتالي الانتقاء المعجمي؛ بيْد أن الثنائيات المقترنة (مثل سرج- فرس) تسبب بالمقابل تسهيل الانتقاء المعجمي. وتبين هذه النتائج بطريقة واضحة وجود تنافس في المستوى المعجمي بين كلمتين متقاربتين دلاليا؛ غير أنه عندما تكون تلك الكلمتين مقترنتين يصبح الانتقاء المعجمي سهلا. ولحد علمنا، إنها المرة الأولى التي تُعتمد تجربة من ميكانيزمين في مستوى الانتقاء المعجمي.

 

وبالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ فقط في مهمة التسمية فعل تأثير الانسداد الدلالي، وليست مهمة التصنيف توحي بأن المقصود هو تأثير متموضع في مستوى الانتقاء المعجمي، وليس في مستوى الإعداد التصوّري. ولا سيما أن هذا لا يعني أن تأثيرات التّداخُل الدلالي لا تكون مُلاحظة في مستوى مرحلة الإعداد التصوّري. غير أنه قد يبدو أن عملية مماثلة تعمل في المستوى الذي يسبق المرحلة التصوّرية. وقد بيّن هربرت شريفر Herbet Schriefers (1990 [1] تجريبيا أنه عندما يُنشَّط في مخيلة المتكلم معنى مجرد مختلف عن ذلك الذي يراد التعبير به، يمكن الاستدلال على ظاهرة التداخل. وبتعبير آخر، يمكن لمعنيين مجردين أن تنسد في ما بينهما، وذلك أثناء إعداد الإنتاج.

 

وقد أدت ملاحظة أخطاء الإنتاج  (erreurs de production)كذلك إلى الاستدلال على تنظيم العلائق المعجمية. ومن المطمئن في هذا السياق أن نستنج أن النتائج المحصل عليها بهذه الطريقة تنسجم تماماً مع تلك التي تحققت بفضل الطريقة السابقة لتسجيل أوقات ردود الفعل (الانعكاسات اللاإرادية). وتوافق هذه النتائج مهم لأن هذا يؤكد صحة الفرضيات المعتمدة في طبيعة سيرورات الانتقاء المعجمي.

 

ويفترض أن هناك سببين بارزين مسئولين عن الأخطاء الدلالية :

1) تَدخُّلات  دلالية بحصر المعنى (intrusions sémantiques)،

2) تدخّلات ترابطية (intrusions associatives). وتعمل التدخّلات الدلالية عندما يضطرب انتقاء كلمة بفعل النشاط المتزامن لاثنين أو عدة تمثيلات دلالية. وتعمل التدخّلات الترابطية عندما يضطرب انتقاء كلمة بتنشيط الكلمات التي ترتبط بها.

 

فعلينا في البداية معالجة التدخّلات الدلالية: يعكس نموذجيا الأخطاء المتعلقة بتآلف الكلمات تدخّلا تصوّريا؛ وفي هذه الحالة، تُرصد كلمتين وتتنافس على نفس الإطار التركيبي، كما في الأمثلة الآتية:

1) Un monde de chansons ébouristouflant (combinaisons de ébouriffant et époustouflant)

  (عالم الأغنية [مدهش] [تم دمج كلمتين لهما وجود في المعجم، بينما الكلمة ébouristouflant نتجت عن خطأ في الاختيار بين ébouriffant (مُشعّث) وépoustouflant (مُذهل)، فنتج عن ذلك إنتاج كلمة مركبة لا وجود لها في القائمة المعجمية للغة المستعملة])    

2) Il n'y a pas beaucoup d'étudiants, mais il y a tout le circus.

 (دمج الكلمتين circuit وcursus).

3)  C'est une idée à pieuser. (تأليف بين piocher وcreuser).

 

         وما يمكن ملاحظته بالنسبة لهذه الأخطاء هو أن الكلمتين المدمجتين متعادلتين تقريبا في المستوى الدلالي وفي سيّاق الرسالة المعبر عنها. ومع ذلك، لا علاقة البتة لهذه الأخطاء عمليا بالأضداد (مثل دافئ وبارد)، أو كلمة واسم شامل (مثل كلب وحيوان). ولا تعني أخطاء التأليف كلمتين ذات الارتباط القوي، لأن الواحدة من هاتين الكلمتين تستبعد ولا شك الأخرى بالتبادل. وبتعبير آخر، ترجع هذه الأخطاء إلى تدخُّلات تصوريّة (intrusions conceptuelles). فالمعنيان المجرّدان المترابطتان سيُنشِّطان الكلمتين المتطابقتين في آن واحد تقريبا. وستُرصد الكلمتان وسيتم دمجهما في نفس البنية التركيبية، مما سيؤدي إلى تأليف أشكالهما الصِّواتيّة. و في غالب الأحيان تنتمي الكلمتان المدمجتان إلى نفس الصنف التركيبي.

 

         إن تبادل (أو قلْب interversion) الكلمات يشهد كذلك على التدخّلات التصورية. وقد يكون تبادل الكلمات هذا نتاجا لقِطع من مختلف الرسائل المُنشَّطة في آن واحد. وهذه أمثلة على ذلك:

4)Il n'est pas si heureux que cela à Hawaii. (Hawaii بدلا من Paris).

5)Il y a ceux qui se mettent sur les femmes  de leurs genoux. (بدلا من sur les    genoux  استعمل leurs femmes).

 

         فالكلمتان المتبادلتان لا ارتباط لهما من الناحية الدّلالية، فهما تعبران عن معنيين مجردين واللتين يجب أن تُصاغا في غالب الأحيان في نفس الجملة.  فالمثال (4) هو حالة تبادل كلمة بين جملتين متواليتين (phrases consécutives)؛ كان المتكلم يعتزم التكلم عن هواي، مما سيتأتى له في الجملة التالية. فتبادل الكلمات ينسجم مع فرضية البحث بالتوازي (recherche en parallèle)، يعني الرصد التزامني لمختلف الكلمات المطابقة لمختلف قطع الرسالة. ويساعد بالتأكيد مثل هذا العلاج بالتوازي في السرعة وسلاسة القول. وهذا يؤدي أيضاً وغالبا إلى أخطاء غير مقصودة. وفي هذا النوع من الأخطاء فالكلمتان المتبادلتان تنتميان إلى نفس الصنف التركيبي.

 

         وعلينا الآن معالجة التدخُّلات الترابطية: وهي الأخطاء المقابلة لاستبدال الكلمات المتعلقة  بالتداخل الترابطي. وإليك بعض الأمثلة:

6)Il n'est pas tout vieux (vieux بدل jeune).

7)Ne te brûle pas les pieds (pieds بدل mains).

8) La partie orale de l'examen (orale  بدل écrite).

9)Je viens juste de mette le four à une basse vitesse (vitesse  بدل température).

 

         وغالبا ما تتعلق الحالات الأكثر شيوعاً والملاحظة بالتضاد و المقابِلات الدلالية الأخرى ( كما في (6) و(7) و(8))، أو بالكلمات المنضوية (co-hyponymes) ( كلمات منتسبة إلى نفس الحقل الدلالي، كما في (9)). وهو ما يلاحظ نموذجيا في ترابط الكلمات (راجع فيراند Ferrand وألريو Alario، 1998). وهناك استبدالات من نوع  أول/  آخر، متأخر/ مبكر، أبيض/ أسود. وتوحي هذه الأخطاء أن استبدال كلمات يعكس علائق ترابطية.

 

         وبمجرد إنجاز مرحلة الترميز الدلالي والتركيبي، سنتناول مرحلة الترميز الصرفي-الصِّواتي. وستعرض هذه المرحلة بالتفصيل في الفصل التالي.

 

 عندما نتكلم فإننا نعبر عن أفكار بصيغة لغوية, والمرحلة الأساسية لهذه العملية هي انتقاء الكلمات التي تناسب عناصر أفكارنا. فجل اللغويون النفسيون يقترحون أن هذه العملية تعني المطابقة بين المفاهيم والتصورات الدلالية للكلمات. إذا رغب المتكلم أن يعبر بالمفهوم الآتي "القطة تأكل سمكة"، يجب عليه في البداية تقسيم هذه الفكرة الى عناصر التي تطبق معاني الكلمات قطّة، أكل، سمكة، الخ. بحيث تلاءم المفاهيم تلك الكلمات. وهناك عنصر مهم آخر لاختيار الكلمات وهو التركيب, عدما يختار متكلم كلماته في عملية تركيب جملة، فهو يعي أن الكلمة يجب أن تنتمي الى صنف نحوي (اسم، فعل، ظرف، الخ,) ليمكن إدخاله في الجملة التي هي في طور البناء, وعلاوة على ذلك، فاختيار الكلمات مشروط كذلك بالمعلومة الواقعية.

 

] [1 Schriefers, Herbert, 1990, "Lexical and conceptual factors in the naming of relations",  , 22, 111-112



30/08/2012
0 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Littérature & Poésie pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 50 autres membres