Le retour vers le cerveau: la neuropsychologie fonctionnelle 3
العودة إلى الدماغ:
علم النفس العصبي الوظيفي
3
ترجمة: عبد الغفور البقالي
كَرِّست أعداد كبيرة من الأبحاث المُنجزَة بواسطة التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني TEP، و بيّنت على وجه الخصوص عددا من المهتمين أن التحفيز السمعي (مقارنة بالصمت) تُرجم بتنشيط ثنائي في القشرة الصدغية العليا، وذلك إثر ذروة التنشيط قي تلفيف هيشل gyrus de Heschl (قشرة سمعية أولية)، وكذلك تنشيط التلفيف الصَّدغي الأعلى الخلفي (منطقة "فيرنيك") أثناء عرض كلمة، تختلف بصفة هامة الطبيعة الدقيقة للمناطق المُنشطة اعتمادا على خصائص المنبهات والمهمة من بحث إلى آخر.
فقد أنجزحديثا دافيد بوبل David Poeppel تلخيصا للنتائج المحصلة عليها اعتمادا على تقنية التصوير المقطعي TEP بالنسبة للمعالجة الصِّواتية. وقد كشفت هذه الدراسة أن التَّموضُعات المزعومة المُتدخِّلة في المعالجة الصِّواتية تختلف بصفة مهمة حسب الدارسين. ومن وجهة نظر "بوبل" فإن هذه التغيّرات في تَموضُع مناطق المعالجة الصِّواتية يمكن أن تُعزى إلى الاختلافات في الإجراءات التجريبية المستعملة ، وبصفة خاصة إلى نوع المهمة التجريبية المُنفذة (كشف الصّوتية، كشف القافية). وحسب هذا الأخير فإن المهمات التجريبية المختلفة المستعملة يمكن أن تستدعي مختلف "جوانب" هذه المعالجة. إذا كان هذا صحيحا فإن هذه النتائج بإمكانها الإشارة أن " المعالجة الصِّواتية" لا تعتمد على نظام وحيد ولكن على أنظمة فرعية متعددة منفصلة وظيفيا.
وفيما يتعلق بإنتاج الكلمات حصلت الدراسات الأولى نتيجة مذهلة، بمعنى أن هناك غياب كلي للتنشيط في منطقة "بروكا" عندما يردد المُعالَج كلمة بصوت مرتفع. وبالتالي، لوحظ أن هذه المنطقة تُنشَّط عندما يسمي المُستهدَفون رسما لكائن بصفة صامتة، أو في حالة تنفيذهم لمهمات تتطلب تحليلا صِواتيا. إذن، وبشكل متناقض، يتبين أن منطقة "بروكا" التي تُعتبر تقليديا مركزا للكلام المنطوق أقل تنشيطا بالنسبة لتنفيذ مهمات الإنتاج الحرفية مقارنة بالتحليل الصِّواتي. ومع ذلك فانعدام تنشيط منطقة "بروكا" عند الإنتاج يمكن أن تُستر بالتنشيط المتوازي للمنطقة المجاورة للقشرة الحركية التلفظية. وأيّاٌ كانت المعطيات،وبصفة إجمالية (راجع كابيسا Cabeza ونيبرغ Nyberg، 1977)[1] فالنتائج المحصلة في إنتاج وإدراك الكلام تؤكد تدخل المجالات التقليدية الثلاث لمعالجة اللغة في نصف كرة الدماغ اليسرى، وهي على التوالي : منطقة "بروكا" ومنطقة "فيرنيك" والتلفيف فوق الهامشي. ومع ذلك، فقد تتدخل أيضاٌ مناطق دماغية أخرى عند إدراك وإنتاج اللغة كما تبينه بعض الدراسات التي سوف نتناولها أدناه.
يجب أن نشير بادئ الرأي أن الملاحظات الأخيرة لـ هـ. ىيفيل Helen Neville وزملاؤها (1998) التي أجريت على مُستَهدَفين صُمّ منذ الولادة. ويبين هؤلاء المُختَبَرون تنشيطا مهما للمناطق الصّدغية العليا، مختصة عادة في معالجة الكلام المنطوق، وذلك عندما يتلقون مقولات صيغت بلغة الإشارة. ونفس هذه المناطق لا تُنشَّط بتاتا عندما نقدم لهم إشارات لا معنى لها. وهذه المعطيات تنم بأن المناطق القشرية المتدخلة مرتبطة بالطبيعة اللغوية أوشبه اللغوية للمُحفِّزات، وليس بتصويغاتها الحسية. وبصفة مكمِّلة،لاحظ ديسيتي Decety وآخرون (1997)تنشيط مناطق جبهية-صدغية لنصف كرة الدماغ اليسرى عندما يلاحظ المُعالَجون الحركات المطابقة لتنفيذ فعل معبِّر (كقلب صفحات كتاب مثلا) بيد أن نفس هذه المناطق لا تُنشّط عندما يواجه المُعالَجون الذين يجهلون لغة الإشارة كلمات هذه اللغة. فمن الممكن الاعتقاد أن ملاحظة حركات معبرة في هذه التجارب تثير عند المُعالَج وصفا لفظيا ضمنيا لهذه الحركة.
وقد أُجريت أبحاث حديثة جدا على مراحل مفاهيمية ومعجمية للمعالجة، وتميزت بخصوصية دمج معطيات مُستمدّة من علم النفس العصبي و تلك التي يتوفر عليها التصوير الدماغي.
واستخدم عدد من الباحثين مهمة تسمية الصور من أجل دراسة مقدرات المرضى الذين يعانون من اضطرابات محددة للتسمية قد لا تتعدى في بعض الحالات فئة خاصة من الكائنات (حيوانات، أدوات، فواكه، الخ.) وهدف هذه الأبحاث مزدوج : فهذا يعني، من جهة، الإقرار إلى أي حدّ ترتبط خصوصية الاضطرابات بموضع الخلل، ومن جهة أخرى، معرفة ما هي طبيعة الاختلال. وبالخصوص، فإن الاضطرابات الملاحظة في هذا النوع من الوضعية هل هي من طبيعة مفاهيمية أو معجمية؟
[1] Cabzsa R. et Nyberg L., (1997), « Imaging cognition : An empirical review of PET studies with normal subjects », Journal of Coginitive neuroscience, 9, 1-26
A découvrir aussi
- Le processus de sélection lexicale 2/2
- La production des mots morphologiquement complexes 2
- La génération des formes syntaxiques 2/2
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 50 autres membres