LEXICARABIA

LEXICARABIA

La préparation conceptuelle

إنتاج الجُمل

الإعداد التّصوُّري

ترجمة :عبدالغفور البقالي

 

préparation conceptuelle.gif
 إنّ المرحلة الأولى هي التّصوّراتية (conceptualisation) (أو الإعداد التّصوُّري)، وهي تعني إدراك الغرض التّواصلي. فينبغي على المُتكلّم أن يُنشـأ تمثيلاً معرفيّاً للرسالة التي ينوي التعبير عنها. فيلزمُه في البداية تحديد المعلومة التي يعتقد أنّها ملائمة لتحقيق غرضه، ثمّ ترتيبها للتعبير الشّفوي. وهذا يتطلّبُ منه يقظةً كبيرة. وهذه المرحلة التّصوُّراتية يمكن أن تكون من طبيعة استراتيجية، وتتطلّب بالتّالي وقتاً نسبيّاً مهمّاً لعملية الإعداد، خاصّةً أن المُتكلّم يراقب إنتاجه باستمرار بعلاج ما ينوي قولَه، وكيف سيقوله. فنَتاجُ أنشطته الذِّهنيّة هي بمثابة رسالة قبكلامية وغير لغوية. 

 

كيف نتصوّر ما نريد التّعبير عنه ؟ ارتأى الفيلسوف دانييل دينيت [1] (1991) Daniel Dennett فكرةَ تنشيطٍ تلقائيٍّ (activité spontanée) في الإعداد التّصوُّري : فالكلمات والجُمل قد تنشأُ عندنا تلقائيّاً على غرار التّصوُّر التّخيُّلي (langage intérieur)، لتمنحنا مفاهيم لِما نُعبّر به في المحادثة الجارية. أما عالم النفس بريان بيتروورت Brian Butterworth فقد اقترح (1980) [2] بأنّ المُتكلّم وانطلاقاً من غرضٍ تواصليٍّ قد يستعمل  إجراءين التي يُطلق عليهما التخطيط الأكبر والتخطيط الأصغر (macroplanning و microplanning). فالإجراء الأوّل قد يتطابق مع تحديد المعلومة التي سوف يُعبّر بها لغرض إفهام المُخاطٓب. وهذا يعني كذلك ترتيب هذه المعلومة بطريقة ما للمُستمع. أما الإجراء الثاني فيعني توزيع كلّ قطعة من المعلومة على شكل اقتراحي، وإمكانية عرض هذه المعلومة. وهناك جانبٌ مُهمٌّ للتخطيط الأكبر والذي يطلق عليه ليفيلت [3] (1981) العملية الخطّيّة (linéarisation). وهذا يقضي ترتيب المعلومة للتعبير بها. فالكلام هو وسيلة للتواصل الخطِّي(communication linéaire)؛ لا يمكن أن نقول إلاّ شيئاً واحداً في كل مرّة.  ولكن قد نُنتج غالباً معلومةً  مُركّبةً ومُتعدِّدةَ الأبعاد. وفي هذه الحالة، يجب علينا اختيار ما سوف نقوله أوّلاً، ثمّ ما سنقوله لاحقاً، الخ. 

 

فإمكانية عرض الرسالة التي يُرجى التعبير عنها هي جزْءٌ من الإعداد التّصوُّري. وهذا إشكال  ليس مُنحصراً في الخطاب الخطّي، فقد يستمرُّ في المحادثة. عندما نتكلّمُ نختار دائماً موضوعاً وإمكانيّة عرضه. وبطريقة أو أخرى فعلى المُخاطَبين أن يكونوا قادرين أن ينسجموا مع هذه الإمكانية. فخطِّيّة الخطاب تخضع لبعض المبادئ المعرفية، كالمحافظة على الترتيب الطّبيعي، ومواصلة السّبيل الى أقصى حدٍّ مُمكنٍ، والعودة إلى النقطة الأخيرة من الاستطراد، وتقليل الشّحن في الذّاكرة.


 

[1] Dennett (Daniel), 1991, Consciousness explained, Boston, Little, Brown and Co

[2] Butterworth (Brian), 1980, Language production : Vol. 1, Speed and talk, London, Academic Press.

[3] Levelt (W.J.M.), 1981, « The speaker’s linearization problem », in Philosophical Transactions of the Royal Society of London, Series B, 295, 305-315

 

 



12/10/2013
1 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Littérature & Poésie pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 50 autres membres