LEXICARABIA

LEXICARABIA

Le retour vers le cerveau: la neuropsychologie fonctionnelle 4

: العودة إلى الدماغ

 علم النفس الوظيفي

4

 

 

ترجمة: عبدالغفور البقالي

 

وحتى يتسنَّى الإجابة على النقطة الأخيرة، فمن المهم التمييز بين مقدرة التعرف على الأشياء كأشياء خاصة ذات خصائص ذاتية ووظائف (كمعرفة أن الطاولة مثلا هي أثاث، وأنها تستعمل لتناول الأكل، وتتميز بسطح مستو، الخ.) ومقدرة استحضار شكلها الصِّواتي والتلفظ باسمها. أما في حالة عدم القدرة على الإتيان باسم الشيء هذا لا يعني بالضرورة عدم  والتعرف عليه كما هو.

 

    في المجموعة الأولى من الأبحاث، درس دامَسيو Damasio[1]  وآخرون آداءات التسمية في حد ذاتها عند مرضى يشكون من فقدان انتقائي لأنواع مُحددة من الأشياء. فلاحظوا عند هؤلاء المرضى المصابون في الدماغ ارتباطات تشريحية- سريرية corrélations anatomo-cliniques مُهمة بين العجز الصريح في التسمية وموقع الإصابة. فالمرضى الذين يجدون صعوبات في تسمية الأشخاص تتموقع الإصابة في القطب الصّدغي الأيسر، أما الذين يصعب عليهم تسمية الحيوانات فتتمركز الإصابة في الفصّ الصّدغي الأسفل الأيسر، وأخيرا فالذين يعجزون عن تسمية الأدوات تقع الإصابة في الجزء الأعلى للفصّ الصّدغي الأسفل، وكذلك في الالتقاء الجداري- القذالي-الصّدغي. في مواجهة نفس الوضعية لتسمية الصور، يتضح من خلال التحليل بالـ [2]TEP أن تنشيطاً يقع في نفس المناطق الثلاث اعتمادا على النوع المقابل للشيء الذي يراد تسميته، وذلك بالنسبة للمُستهدفين الطبيعيين.

فتقارب النتائج للتشريح العصبي  neuroanatomie  وتلك التي تم الحصول عليها بواسطة الـــTEP توحي بقوة وحسب الدارسين لهذه المسألة أن "المعرفة المعجمية" تُنظّم بتعبير الأصناف الدّلالية في النصف الكروي الدماغي الأيسر. ويقترحون أن المناطق التي سُلِّط عليها الضوء في الفصّ الصّدغي لنصف الكرة الدماغي الأيسر تتلاءم مع بنيات أو مع وحدات الارتباط بين المعارف المفاهيمية والمعارف الصِّواتية بالنسبة للوحدات المُقدَّمة. ويجب أن تُفهم كـ"جوامع" أو نقاط الارتباط للخاصيات المفاهيمية والصِّواتية للكلمات. فالخاصيات المفاهيمية سوف تكون بالخصوص مُمثّلة إلى حدٍّ بعيدٍ بطريقة مُوزّعة.

 

         ورغم فائدة هذا المفهوم للمستوى التجريدي للتمثيل المعجمي المستخدم كارتباط بين الخاصيات المفاهيمية والصِّواتية للكلمات، يبقى عرض إلى أيِّ حد أن العجز الملاحظ عند مرضى هذه التجربة هو من صنف معجمي كما يقترحه الدارسون، بدلا من كونه من صنف مفاهيمي.

 

         وللإجابة على هذه النقطة مرَّر ترانيل   [3]  Tranel وآخرون تجربةً جديدةً على 116 مريضاً يشكون بسبب إصابات متمركزة جيدا في المستوى القشري. وقد واجه هؤلاء المرضى مهمة التسمية والتعرف على أصناف الأشياء الثلاثة المُستعملة سابقاً. وفي هذه التجربة فإن الأجوبة التي تعتبر "صحيحة" هي نوعان: أ) تسمية صحيحة للصورة. و ب) "التعرف" الصحيح على الشَّيء، حتى وإنْ كان المُعالَج لا يستطيع تسميته. فهذه المعارف الصحيحة تُعتبر كما هي عندما يستطيع المُعالَج إعطاء وصفٍ مُناسبٍ للميِّزات الوظيفية والتركيبية للشيء. وهذا النَّوع من الوصف ينبغي أن يُؤدِّي إلى استنتاج أن لمُعالَج "يعرف" الشيء الذي لا يستطيع تسميته.

 

         فاستعمال هذا الإجراء لترميز الأجوبة يجب أن يفضي إلى استنتاج أن الأخطاء الملاحظة (عدم المقدرة على التعرف على تسمية الشيء) يعكس وجود عجز في استعادة المعلومات المفاهيمية في حد ذاتها.

 

         إن ربط أداء التسمية-التعرف مع موضع الإصابة يُبرز ارتباطات قوية. فالمُعالَجون الذين يشكون مثلا من صعوبات تسمية-معرفة الأدوات (كماشة، براغي، الخ.) لهم إصابات توجد أساسا في تقاطع القذالي-الصدغي-الجداري الأيسر، بيد أن الذين يشكون من اضطرابات في تسمية-معرفة وجوه الأشخاص لهم إصابات في منطقة القطب الصدغي الأيمن. ومن المهم ملاحظة أن أي مريض له صعوبات بالنسبة لوجوه الأشخاص يشكو من إصابة في النصف الكرة الدماغي الأيسر، بيد أن أي مريض له صعوبات بالنسبة للأدوات يشكو من إصابة في النصف الكرة الدماغي الأيمن. وحسب هؤلاء الدارسين فإن النظم العصبية المستعرضة في هذه التجربة فهي التي تتدخل في الوصول إلى المعلومة المفاهيمية المتعلقة بالأشياء. ومرة أخرى فهذه النظم تُعتبر كجذابات أو محفِّزات ضرورية للوصول إلى المعلومات المتعددة الأبعاد تُمكِّن من التوصيف المفاهيمي لماهية وليس كمواضع لتخزين المعارف المفاهيمية المتماثلة لمختلف أصناف الأشياء.

 

         وينبغي الإشارة بشأن هذه النقطة أنَّ نوع المناطق المُنشطة أثناء تسمية شيء كأداة يعتمد بدقة على الخاصيات الوظيفية لهذا الشيء. وهكذا لاحظ مارتان Martin[4] وآخرون (1996) و كرابوفسكي Grabowski  وآخرون (1998) تنشيطا مهما في المنطقة قبل-الحركية اليسرى أثناء تسمية أداة كمطرقة أو منشار. وتُنشط أيضا نفس هذه المنطقة عندما يطلب المُجرِّب من المُعالَج أن يشير إلى نوعية الفعل  المرتبط بالشيء ("سكين" ¬ "يقطع") أو بالتالي تصور الحركة المستعملة في هذا الفعل. فهذه النتيجة توحي بأن مقدرتنا لمعرفة الشيء وتسميته ستؤدى على الأقل وبنسبةٍ جزئيةٍ بنفس المناطق دون التي تكمن وراءها معرفتنا للاستعمال الفعلي لذلك الشيء. فـ"التعرف" على مطرقة هي، من بين أمور أخرى، معرفة طبيعة الحركات التي يجب بذلها عند استعمالها.

 



[1] Damasio, A.R., Grabowski, T.J., Tranel, D., Hichwa, R.D. & Damasio, A.R. (1996), « A neural basis for lexical retrieval », Nature, 380, 499-505. ( أساس الخلايا العصبية في البحث المعجمي)

[2] TEP ou PET-scan- Tomographie par émission de positrons.

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: وهي تقنية تقيس تدفق الدم في الدماغ  على إثر  حقن جرعة صغيرة جدا  من مادة مُشعّة. ارتشاف مكاني مرتفع ، لكن ارتشاف زمني منخفض.

[3] Tranel, D., Damasio,, H. & Damasio, A.R. (1997), « A neural basis for the retrieval of concepual knowledge », Neuropsychologia, 35(10), 1319-1327. ( أساس الخلايا العصبية  لاستخلاص المعارف المفاهيمية)

[4] Martin, N., Winggs, C.L., Ungerleider, L.G. & Haxby, J.V. (1996), « Neural correlates of category-specific knowledge », Nature, 379, 649-652.



17/05/2011
0 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Littérature & Poésie pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 50 autres membres