Formuler:encodage sémantique/syntaxique et phonologique
تصويغ:
ترميز دلالي/تركيبي وترميز صِواتي
ترجمة : عبدالغفور البقالي
إن نتاج الإعداد التصوري هو في حد ذاته رسالة قبكلامية أو غير لغوية. وتتمثل المرحلة الكبرى الثانية في التصويغ (مُخطّطة في الشكل 2). وترتكز هذه المرحلة على تحويل بنية تصورية إلى بنية لغوية: تُنْقل "الأفكار" بواسطة الكلمات. ويتطلب هذا التحويل اختيار الكلمات المناسبة في المعجم الذهني. وتنجز في مرحلتين.
ترميز دلالي وتركيبي
وتوافق المرحلة الأولى الترميز الدلالي والتركيبي للرسالة قبكلامية. ويُقصد حينئذ رصد الكلمات المناسبة دلاليا للرسالة التي يراد إنتاجها، وكذلك المعلومات التركيبية التي تتصل بها. فأثناء الكلام نرصد كلمتين أو ثلاثة في الثانية، ولكن بإمكاننا الحصول حتى على خمسة كلمات. وتقترح الدراسات الحديثة لتسمية الأشياء المُنْجزة من طرف ليفلت Levelt وآخرون [1](1991) أن مدة رصد كلمة (المتضمنة للمعلومات الدلالية والتركيبية) تمتد من 100 إلى 150 مليثانية. وفي هذه السرعة نرصد الكلمات الملائمة في معجمنا الضخم الذي يحتوي على عدة عشرات الآلاف من الكلمات، ونرتكب قليلا جدا من الأخطاء. وتبرز أخطاء الانتقاء الاستثنائية مثل:
"لا تحرق الأرجل" (بدلا من : "لا تحرق يديك") فللمعجم تنظيم دلاليّ، لأن أخطاء الانتقاء تعني غالبا وحدات مرتبطة دلاليا (كـأيد وأرجل). وزيادة على ذلك، يتطلب رصد الكلمات ليس فحسب رصد المعلومات التصورية ولكن أيضا المعلومات التركيبية. فهي أسماء أوأفعال (متعدية أو لازمة) أو أصناف أخرى، وكل صِنْف منسجم مع محيطه التركيبي الخاص به. ويجب استثمار بكل دقة الخاصيات التركيبية للكلمات المرصودة للحصول على نسق تركيبيّ صحيح. ويبين نسق تركيبي شاذ كما في "قطع جان السكين بـالخبز" أن الخاصيات التركيبية لكلمة قد رُصِدت بصفة صحيحة. وبالفعل، يُلاحظ أن الأسماء تتبادل فحسب مع الأسماء، والأفعال مع الأفعال، الخ.
|
شكل 2: مرحلة الصِّياغة، مع بالخصوص الترميز الدلالي والتركيبي
وهكذا للتعبير بجملة بسيطة جدا مثل "خزامي حمراء" سيبحث المتكلم عن الكلمة "خزامي" في صِنْف أسماء الزهور، وتُرصد كلمة "حمراء" من صِنْف النعوت (adjectifs) وخاصة تلك التي تدل على الألوان. وستستعمل بعد ذلك المعلومة الدالة على الجنس والعدد لكلمات دالّة (mots pleins) لتحديد بكل دقة المُعَرِّف النكرة (هنا المؤنث المفرد).
وعندما تُرصد جميع الوحدات الملائمة، وعندما تُنجز جميع إجراءات البناء التركيبي، نحصل على بنية لغوية لها شكل تتابع مُرتّب من الوحدات المعجمية. وتصنّف هذه الوحدات إلى جملة مركبة بدقة من وجهة النظر الدلالي والتركيبي.
مفهوم "المعيار"
طوّر ليفلت Levelt مفهوم المعيار (lemma) (جوهر مطابق للخاصيات الدلالية والتركيبية لكلمة ما)للتعرف على تنشيط المعلومات الدلالية والتركيبية لكلمة بعينها. فمن المفترض أن يستولي المعيار على استقلالية المعلومة التركيبية. وحسب ليفلت وآخرون (1999) فإن تنشيط المعيار يتم بطريقة آلية وضرورية، وذلك قبل الانتقال إلى المرحلة التالية للترميز الصِّواتي. وينشأ وجود هذا المعيار من ظاهرة "كلمة على طرف اللسان" (mot sur le bout de la langue) والتي نكون عرضة لها في يوم من الأيام. وفي هذه الوضعية، نعرف ماذا نريد قوله، نستطيع حتى إعطاء تعريف أو مرادف للكلمة المعنية، ونستطيع كذلك رصد المعلومة التركيبية بدقة. ومع ذلك لا نتوصل إلى إيجاد الشكل الصّوتي للكلمة، المسماة أحيانا مفردة مجردة (lexème) التي قد تُمكِّننا من التعبير عن هذه المعرفة. وتشير هذه الملاحظات إلى وجود شكلين متمايزين ومستقلين مطابقة للمعلومات المتعلقة بالدلالة والتركيب من جهة (المعيار)، وللمعلومات المتعلقة بالشكل الصّوتي من جهة أخرى (ما نسميه المفردة المجردة). وفي وضعية الكلمة على طرف اللسان، قد تم للمتكلم رصد معيار الوحدة التي سيعبر بها، وليس مفردتها المجردة المطابقة لها. ومع ذلك تم انتقاد بحِدّة وجود هذا المعيار من طرف كرامزا Caramazza[2](1997). وحسب هذا الأخير، ليس رصد المعلومات التركيبية إلزاميا. وبالفعل بينا كرامزا Caramazza وميوزو Miozzo[3](1997) في مجموعة من التجارب المستعمِلة لظاهرة الكلمة -على-طرف-اللسان أن المعلومة الصِّواتية لكلمة والتي لا نتوصل إلى إنتاجها يمكن رصدها حتى عندما يكون المتكلم غير قادر لرصد أدنى المعلومة التركيبية المتعلقة بهذه الكلمة. وهكذا تمثل هذه النتائج تحديا للنموذج التقليدي للنفوذ إلى المعجم بمرحلتين التي يُعتقد بموجبها أن النظام المعجمي مؤلَّف من مستويين: مستوى المعايير ومستوى المفردات المجردة (وتتطابق المفردات المجردة مع المعلومة الصِّواتية لكلمة ما). وقد ارتأى كرامزا وميوزو إلغاء مفهوم المعيار واقترحا أن :
1) المعلومة النحوية تُخصص وترصد بمعزل عن المعلومة الدلالية والتركيبية؛
2) انتقاء التمثيلات (المعجمية) الدلالية لا تضمن النفوذ إلى المعلومات التركيبية؛ وأخيرا،
3) النفوذ إلى المعلومات الصِّواتية لكلمة لا تتوقف بصفة ملزمة على النفوذ مسبقا إلى معلوماتها النحوية.
[1]Levelt, W.J.M. et al., (1991), « the time course of lexical access in speech production: A study of picture naming », Psychological Review, 98, 122-142
[2]Caramazza, A., (1997), "How many levels of processing are there in lexical access ? », Cognitive Neuropschology, 14, 177-20
[3] Caramazza, A. & Miozzo, M., (1997), « The relation between syntactic and phonological knowledge in lexical access », Cognition, 64, 309-343.
A découvrir aussi
- Lire en classe de langue
- Effet de fréquence en production de la parole
- Les troubles neuropsychologiques de la production des mots
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 50 autres membres