La planification des segments de parole
تصميم قِطْعات الكلام
ترجمة : عبدالغفور البقالي
يتطلّبُ إنتاج الكلام تصميماً خاصّاً. فما هي إذن وحدات التصميم ؟ وما هي قيود هذا التصميم؟ لقد درستْ أنتيْ ميير Antje Meyer (1990،1991)[1] هذه المسألة باستعمال تقنية الإثارة الضِّمنية (amorçage implicite). فطلبت من مُتكلِّمين هولنديين بتأليف كلمات جواباً على ثُنائيات قد تمّ حفظها مسبقاً. فعلى المتكلمين مثلا أن يحفظوا مجموعة صغيرة من الثنائيات كالآتي:
pelle (مجرفة) – rateau (ممشاط)
colline (تلّ) – ravin (واد)
balle (كرة) – raquette (مِضرَب)،
الخ.
وبعد ذلك يُطلب منهم تأليف الكلمة الثانية من الثُّنائية (مثلا rateau) إثر تقديم بصري للكلمة الأولى (هنا pelle). ويستقبل المتكلمون مجموعات من الكلمات المتجانسة أو غير المتجانسة. ففي الشرط المتجانس الكلمات التي ينبغي إنتاجها تتقاسم المقطع الأول (كما في rateau وravin وraquette، الخ.) أو المقطع الثاني (كما في rateau وpoteau (عمود) وbateau، الخ.). وفي الشرط غير المتجانس فالكلمات التي يجب إنتاجها ليس لها أية علاقة فيما بينها (مثل rateau وtapis، الخ.). وتبين النتائج المحصل عليها أن إنتاجاتنا تكون أكثر سرعة عندما تشترك الكلمات المقطع الأول. وبالمقابل، لا تكون الحالة كذلك عندما يكون المقطع الثاني فقط متقاسَم. وهذا يشير إلى أن المقطع هو وحدة تصميم الكلام، وأن هذا التصميم متعاقب بالنسبة للكلمات المتعددة المقاطع: ويتحقق بصفة تسلسلية ، أي من يسار إلى يمين الكلمة.
وماذا يحدث الآن بالنسبة للكلمات أحادية المقاطع ؟ استعملت أنتيْ ميير نفس التقنية لدراسة هذه المسألة. ففي الشرط التجانسي حيث تتقاسم الكلمات الصّوْتية الاستهلالية يكون كُمون (latences) الإنتاج أكثر سرعة مقارنة مع الشرط غير التجانسي حيث التقاسم لا وجود له. وبالمقابل، فعندما تتقاسم الكلمات إما النواة الحركية، أو الصّوْتية الختامية، وليس الصَّوتية الاستهلالية، لا يلاحظ أي أثر. وتؤكد هذه النتائج فكرة أن مختلف أجزاء الكلمة، أي الاستئناف والنواة والذيل، تُصمَّم حسب نظام خاص، ابتداء من مستهل الكلمة إلى ختامها. وبتعبير آخر، فأثناء عملية إنتاج الكلمات أحادية المقطع ينبغي على المُتكلمين أن يُرمِّزوا صِواتيّاً استئناف المقطع قبل ترميز قافيته. وبنفس الطريقة، ينبغي على المتكلمين في البداية ترميز صِواتيّاً المقطع الأول قبل ترميز المقطع الثاني، وذلك بالنسبة للكلمات المتعددة المقاطع.
وقد تم تأكيد هذه النتائج في مهمة تسمية رسوم الأشياء (ميير Meyer وشريفر Schriefers، 1991)[2]. يتلقى المتكلمون رسوم أشياء محسوسة (مثل bateau (باخرة)) ثم يُكلفون بتسمية هذه الرسوم بأكبر سرعة ممكنة. وتتميز أسماء الرسوم بكونها أحادية أو ثنائية المقاطع. ففي أحد الشروط، يتلقون الرسوم فقط. وفي شروط أخرى، يتلقون كلمة تُقدم شفاهيا. وللكلمات الشفاهية علاقة صِواتيّة أو عدمها باسم الرسم. فتقديم رسم bateau "باخرة" مثلا يمكن أن يُصحب بتقديم شفاهي للكلمة ثنائية المقطع balais"ياقوتة [وردية اللون]" (التي تتقاسم المقطع الأول مع كلمة bateau) أو للكلمة ثنائية المقطع poteau "عمود" (يتقاسم المقطع الثاني مع bateau). وبنفس الطريقة، يمكن تقديم رسم bus "حافلة" قد تُصاحب بتقديم شفاهي لكلمة but "هدف" (تتقاسما الاستئناف والنواة الحركية)، أو كلمة puce "برغوث" (تتقاسما القافية). ويمكن تقديم الكلمة شفاهيا قبل الرسم بوقت وجيز جدا (150- ميليثانية)، بالضبط أثناء تقديم الرسم أو مباشرة بعد ذلك (150+ ميليثانية). وتبين النتائج أن مخفيات إنتاج المتكلمين يكون أكثر سرعة عندما تتقاسم الكلمة المُقدَّمة شفاهيا المقطع الأول (بالنسبة للكلمات الثنائية المقطع مثل balais-bateau) أو مستهل الكلمة (بالنسبة للكلمات الأحادية المقطع مثل bus-but)، وهذا عندما تُقدَّم الكلمة والرسم في آن واحد أو 150 ميليثانية بعد تقديم الرسم.
وماذا يحدث بالنسبة للكلمات التي تتقاسم [الجزء] الأخير؟ إذا رُمّز صِواتيّاً وبالتوازي مقطعا كلمة، قد يقتضي ذلك ملاحظة في الوقت نفسه أثر التقاسم الاستهلالي والختامي. وبالمقابل، إذا رُمِّز المقطع الثاني بعد الأول، قد يقتضي إبراز أثر التقاسم الختامي في وقت متأخر، مقارنة بالأثر المُلاحظ بالنسبة للتقاسم الاستهلالي. وبنفس الطريقة، إذا رُمّزت بالتوازي مختلف أجزاء المقطع، قد يظهر أثر التقاسم الاستهلالي والختامي بالنسبة لكلمات أحادية المقطع في الوقت نفسه. ومع هذا إذا رُمّز الجزء الختامي للمقطع بعد الجزء الاستهلالي، قد يقع أثر التقاسم الختامي في وقت متأخر مقارنة بالأثر الملاحظ بالنسبة للتقاسم الاستهلالي. وما تبينه النتائج بكل وضوح هو أن الترميز الًصِّواتي لمستهل الكلمات (أحادية أو متعددة المقاطع) ينطلق قبل ترميز آخر هذه الكلمات نفسها، لأن هناك فائدة تحصل في إخفاء الإنجاز عندما يُقدم تقاسم استهلالي قبل أو أثناء أو بعد التسمية. ومع هذا، لا تتم الفائدة بالنسبة للتقاسم الختامي إلاّ عندما تُقدّم الكلمة أثناء أو بعد التسمية. وما ينبغي تسجيله مع ذلك هو أن هذا لا يعني أن مستهل الكلمات لا يُنشَّط عندما يُشرع في ترميز ختام الكلمات. إن ترميز المقطع الأول لكلمة مثلا يُبدَأ به أولا، وبعد وقت مُعيَّن، يُنَشَّط ُالمقطع الثاني. فتمثيل المقطع الثاني هو نوعا مُضاف إلى تمثيل المقطع الأول. و بصورة شاملة، تؤكد هذه النتائج النتائج المحصل عليها سابقا، أي أن الاستئناف والقافية وكذلك المقاطع المتعاقبة لكلمة تُرمَّز صِواتيّاً في تعاقُب متوالي.
[1] Meyer,A S. (1990), « The time course of phonological encoding in language production : The encoding of successive syllables of a word », Journal of Memory and language, 29, 524-545.
Meyer, A.S. (1991), « The time course of phonological encoding in language production : The phonological encoding inside a syllabe », Journal Memory and language, 30, 69-89
[2] Meyer, A.S. & Schriefers, H. (1991), « Phonological facilitation in picture-word interference experimets : Effects of stimulus onset asynchrony and types of interfering stimuli », Journal of Eperimental Psychology : Learnin, Memory and Cognition, 17, 1145-1160
A découvrir aussi
- Langue, langage, parole
- Le retour vers le cerveau: la neuropsychologie fonctionnelle1
- Les différentes étapes de la production de la parole.
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 50 autres membres