LEXICARABIA

LEXICARABIA

Le système phonatoire et l'articulation 3

النظام التَّصويتي والتلفُّظ

3


                                                         ترجمة: عبدالغفور البقالي

التجاويف فوزردمية:

         بمجرد أن يمر الهواء عبر الحنجرة يتسرب إلى بِنية طويلة أنبوبية الشكل، والمُسمّى المجرى الصّوتي (أو تجاويف فوزردمية). هنا يتأثر الهواء بفعل عدة أعضاء صوتية متحرّكة، وعلى الخصوص اللسان والحنك الليّن والشفتان. وهذه الأعضاء تعمل جماعة لتنشأ سلسلة كبيرة من أصوات الكلام. ونَتاج مختلف هذه الأصوات عن طريق استعمال هذه الأعضاء يسمى التلفّظ (articulation). وفضلا عن ذلك، فإن الأصوات المُنتَجة داخل الحنجرة أو المجرى الصّوتي تتأثر بالخصائص الملازمة للتّجاويف التي يمر عبرها الهواء: ويتعلق الأمر بالتجاويف الحلقومية والفموية والأنفية. وتحدد هذه التجاويف رنين(résonance)الأصوات. ويمكن إنتاج عدة أصناف من الرنين لأن المجرى الصّوتي يستطيع أن يتخذ عدة تشكُّلات.

 

التلفّظ

         عندما نصف التلفّظ فإننا نفرق عموما بين أجزاء المجرى الصّوتي التي هي ثابتة (متلفّظات سلبية articulateurs passifs) والتي بإمكانها التحرك برقابة المتكلم (متلفظات نشيطة articulateurs actifs). ففي المتلفظات السلبية نتعرف عل ى:

1)الأسنان العليا، وعلى الأخص القواطع (incisivesالتي تُستعمل لتشكيل انحصار عدة أصوات، كما في مستهل thin في الإنجليزية [θ

2) الحدّ (arête) خلف الأسنان العليا المعروفة باسم الحدّ النّخروبي(arête alvéolaire) التي تُنتَج بمحاذاتها عدد كبير من الأصوات كـ[t] و[s]3)والقبّة العظمية  (voûte osseuseخلف الحدّ النخروبي المعروفة باسم الحنك الصَّلب(palais dur) الذي يُستعمل في تلفظ بعض الأصوات كما في مستهل صوت [j]  you ] ]. أما الأعضاء الأخرى فهي متحركة بصفة مرنة تقريبا.

 

         أما فيما يخص المُتلفّظات النشيطة فإننا نتعرف على البلعوم والشفتين والفك واللسان. فالبلعوم هو أنبوب عضلي طويل يربط التجويف الحلقومي بالجزء الأعلى للتجاويف الفموية والأنفية. ويمكن للبلعوم أن يُحصَر أو يُمدَّد. فبعض الأصوات تُنتج بانحصار بسيط للبلعوم. ويمكن لحركات البلعوم والحنك الليِّن واللسان أن تؤدي أيضا إلى تباينات حلقومية التي تؤثر في خاصيّة الصوت. فالحنك (أو الجزء الأسفل من اللهاة vélum) هو لِفافة عريضة لنسيج عضلي متواجدة في المنطقة العليا الخلفية للفم، والتي تتميز بمَقطَع له أهمية كبرى وهي اللهاة (uvula)وهي زائدة معلقة في مؤخر الفم يمكن مشاهدتها بواسطة مرآة. وفي أثناء التنفس الطبيعي ينخفض الحنك الليِّن ليتيح للهواء أن يمر بسهولة عبر الأنف، وقد ينفتح الفم كذلك. وفي الكلام، توجد ثلاثة أوضاع رئيسية تؤثر في خاصيّة الأصوات:

1) بإمكان الحنك الليِّن في اتجاه الجدار الخيشوبلعومي (nasopharyngé)لإنجاز إغلاق بحيث لا يتسرب الهواء إلا من الفم. مما قد يُحدِث أصواتا من النوع الشفوي ككل الصّوائت وأكثرية الصّوامت.

2) ويمكن خفض الحنك الليِّن ليتسرب الهواء من الفم والأنف. وهي الوضعية اللازمة لتحقيق الصّوائت الأنفية(voyelles nasalisées)، كما في الفرنسية(bon)، والبرتغالية ولغات أخرى.

3) ويمكن خفض الحنك الليِّن بينما يبقى الفم منفتحا. وفي هذه الحالة يمر الهواء كله عبر الأنف، ونجد ذلك في الصّوامت الأنفية [m] و[n]. وفيما يخص الشفتين فإنoris orbicularis  (أو العضلة التي تحيط بالفم) هي العضلة الرئيسية التي تضبط حركة الشفتين رغم أن عدة عضلات وجْهيّة أخرى تتدخل هي كذلك. ويمكن أن للشّفتين أن تنطبق تماما ( كما هي الحال بالنسبة لـ[p] و[m]، أو منفصلة إلى عدة درجات لتُحقِّق مختلف أصناف من المُدوّرات(arrondis)أو من الامتدادات بالنسبة للصّوائت (مثل [v] مُقابل [i]) أو احتكاك بعض أنواع الصّوامت (كـما في الصّوتية [b] للكلمة الإسبانية  saber (عَلِم)). ويتيح الفك الأسفل أكبر درجة من الحركة. فهو يضبط حجم الحفرة بين الأسنان ويؤثر بقوة في وضعية الشفتين. ويتخذ المتكلمون في ظروف معينة أوضاع الفك منفتح أو منغلق، وذلك مثلا عندما يتكلم ويزِمّ أسنانه. من بين جميع الأعضاء المتحركة فاللسان هو الأكثر مرونة. فهو قادر أن يتخذ أكثر عدد من الأشكال والأوضاع كأيّ عضو صوتي آخر، وهكذا يمكنه أن يُحدِّد عدد كبير جدا من أصوات الكلام، جميع الصّوائت وأكثرية الصّوامت. فاللسان عضو ثلاثيّ الأبعاد يمكنه أن يتحرك في أيّ من الاتجاهات الثلاث الرئيسية بفضل فعل العضلات الخارجية المقابلة : إلى الأعلى/إلى الأمام وإلى الأعلى/إلى الخلف وإلى الأسفل/إلى الخلف. وبالإضافة إلى ذلك، تحدد العضلات الداخلية الجوهرية  شكل اللسان في أي وضعية استُعمل. فمثلا ترفع أو تخفض بعض العضلات طرف اللسان، أو تحرِّفه نحو اليسار أو اليمين. وتحرف عضلات أخرى اللسان جانبيا، أو تشكِّل خدّاً في الوسط (عند نطق[s]مثلا).

 

         لا توجد مقاطع تشريحية واضحة للسان، بحيث أن تصنيف الأصوات اتُّبعت تقسيمات اعتباطية اعتماداً على وضعية اللسان وعلاقته بالجزء الأعلى من الفم. فقد  حُدِّد تموضُع المناطق الرئيسية عندما يكون اللسان متوقفا، ويكون طرفه خلف الأسنان السفلية.

 

         وتبقى المقاربة الإصغائية الصِّرفة للغو غير كافية، كما يشهد على ذلك عملية النطق المصاحِب (coarticulation إشمام). فعندما ننتج صَوْتِيّة يتهيّأ المجرى الصّوتي للنطق بالصّوتيّة التالية. مثلا، عندما ننطق المقطع /ti/ تتمدّد وتتقلّص الشفتان قبل إخراج الصّوت /t/. وبالمقابل، تتدوّر وتتقدّم الشفتان بالنسبة للمقطع /tou/ ويصبح اللسان مُحدَّبا. فالصوت /t/ يختلف من المقطع /ti/ و/touبيْد أن المقصود هو دائما الصّوْتيّة /t/.


 

في هذا الفصل، لخصنا الميِّزات التشريحية للنظام التّصويتي ومُختلف مكوِّناته. وتناولنا كذلك نمط تدخُّل مختلف مكوِّنات النظام التَّصويتي في إنتاج الأصوات.

 



13/11/2011
0 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Littérature & Poésie pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 50 autres membres