LEXICARABIA

LEXICARABIA

Notre "savoir" sur la structure sonore de la langue 1

الجزء الأول : عموميات

الفصل الأول : لغة، كلام، قول


الفصل اا

معرفة واستعمال الكلام

         ترجمة: عبد الغفور البقالي

 

في إطار قفزة نوعية لتطوير النظريات الصّواتية يمكن اعتبار الصّوتية ليس فحسب كوحدة ذرية غير قابلة للتحليل، ولكن على العكس من ذلك على شكل حزمة من المكونات الأولية أو "سمات". بما أن الوظيفة الأساسية للصّوتيات هي للتمييز بين كلمات اللغة، فإن وظيفة السمات هي التمييز بين صوتيّات اللغة. فتمييز الصّوتيات بتعبير السّمات المميزة (traits distinctifs) يحدد، من جهة، مختلف صوتيّات اللغة، ومن جهة أخرى، يبين العلائق التي تربطها داخل تلك اللغة. ومن وحسب هذه النظرية الصّواتية، يتضح أن الصّوتية ليس "إلاّ" حزمة خاصة من السمات المميزة.

 

وحسب النموذج النظري للإسناد (modèle théorique de référence)  تكُون السمات المميزة من طبيعة تلفظية (articulatoire)، إصغائية (acoustique)، أو حتى سمعية ،(auditive) . ولكن الوصف عن بعد الأكثر شيوعا هو الوصف التلفظي. تحيل السّمة في هذا النوع من الوصف إلى خاصية تلفظية ثابتة نسبيا، والتي تمكّن من إقامة تمييز بين الصّوتيات. وعلى سبيل المثال، إذا أخذنا الصّوتيتين /b/ و/p/ المحققتان في الصّامتين المتواجدتين في مستهل الكلمتين « bar »  و « par »، يلاحظ من الوجهة التلفّظية أن نطقهما يتم بحركة إطباق كلي للمجرى الصّوتي في مستوى الشفتين، وأن الخاصية الوحيدة التي تميزهما تتحقق عند مرحلة الإطباق التلفظي لصوت [b] باهتزاز الأوتار الصّوتية. فنقول عن الصّوتية /b/ أنها "مجهورة" (sonore) أو "جهيرة" (voisé)، وعن /p/ أنها "مهموسة" (sourd) أو "غير جهيرة" (non voisé). وهذا التمييز بين الصّوتيتين /b/ و /p/ على أساس سمة الجهر يؤدي بالتالي إلى التمييز بين عدد آخر من الثّنائيات  كـ/k/ مقابل  /g/ و /t/ مقابل  /d/، الخ. وحسب هذا الصنف من الوصف يمكن إدراك الصّوتية على شكل حزمة من السّمات المميزة تمثل من خلالها سمة الجهر أو الجهير تباينها.

 

في وصف معياري نسبيا للفرنسية، تتميز صوامت هذه اللغة على أساس ثلاثة أنواع من السّمات التي تحيل إلى وجود أو عدم وجود جهير أثناء التلفظ )مجهور/مهموس(، إلى صيغة التلفظ (mode d'articulation) التي تبين كيفية تحقيق جريان الهواء أثناء التلفظ )انغلاقية، أنفية، احتكاكية،انزلاقية(، وموضع التلفظ (lieu d'articulation) الذي يميز مكان الإغلاق الأكبر أثناء التلفظ )شفوي، اسناني، حجابي-حنكي(.

 

أما بالنسبة لصوائت اللغة الفرنسية، فهي مرتبة تقليديا على أساس أربعة أصناف من السّمات: غنة، درجة الانفتاح للمجرى الصوتي، نقطة الانقباض الأكبر لهذا المجرى، استدارة أو إطالة  الشفتين.

 

         يقدم الجدول 2 تصنيفا لصوتيّات الفرنسية حسب السّمات المميزة. فمفهوم السّمات يوضح تشابها في مستوى التلفظ أو الإصغاء أو الإدراك. تصنف الصّوائت حسب أربعة سمات: 1) الغنــة 2) درجة الانفتاح لمجرى الصوت  3) وضع الانقباض لمجرى الصوت )أمامي أو خلفي(  4) تدوير الشفتين. أما الصّوامت فتصنف على هذا النحو: 1) الجهير 2) صيغة التلفظ )انغلاقية، أنفية، احتكاكية، انزلاقية أو سائلة(  3) موضع التلفظ )شفوي، أسناني أو حجابي-حنكي(.

 

ويبدو واضحا أن هذا التمييز للصّوتيات بتعبير السّمات المميزة التلفظية لا يقصد من ورائه عرض كل الحركات التلفظية المتطلبة لإنتاج الأصوات الملائمة، ولكن ذلك يعطي تمييزا اقتصاديا لمختلف صوتيات اللغة، ويبين بالتالي العلائق التي تربطها ببعضها بتعبير تقاسم السّمات. تتألف طبقة طبيعية من مجموع الصّوتيات التي تتقاسم عددا معينا من السّمات.

 

الجدول2: تصنيف صوتيّات اللغة الفرنسية إلى سمات مميزة

 

 

 

وسيُقدم لاحقا تمييز أكثر دقة لتحقيق فعلي لأصوات القول في الجزء المخصص للتّصويت (phonation).

 

         بإمكان المكون الصّواتي للنحو ليس فحسب وضع قائمة أو تمييز لمجموع صوتيّات اللغة، ولكن أيضا عرض السيرورات التي تحدد تأليفها في سلسلة الكلام (chaîne parlée). وبإمكانه كذلك تخصيص الإكراهات التي تبين، على سبيل المثال، أن في الفرنسية لا يوجد في مستهل المقطع، وبالتالي في مطلع الكلمة، التتابع من نوع /t/+/l/ أو /d/+/l/. وبإمكانه أيضا أن يبين مختلف السيرورات من طبيعة صواتية خاصة بتلك اللغة. يمكنه مثلا عرض إجراءات الاستيعاب (assimilation) التي تقضي بأن تتحول صوتيّة إلى أخرى في بعض السياقات الخاصة. وهكذا في مقولة القول (énoncé de parole) الامتدادي بسرعة نطق طبيعية، ستتحول الصوتية الأخيرة /k/ في كلمة « banque »  إلى /g/ إذا كانت هذه الكلمة متبوعة بأخرى تبتدئ بصوتية جهيرة، كما هي الحال في المقولة « La banque de France ». تحكم سيرورات المماثلة بقواعد تدخل في حيز المقدرة الصّواتية لكل متكلم بالفرنسية. وهذا ينطبق كذلك على سيرورات صواتية تتميز بها اللغة الفرنسية كتلك المتعلقة بالترابط والوصل الذين سنتناولهما في الفصول المخصصة للإدراك.

        

كان ينظر في الأوصاف الصّواتية التقليدية إلى تمييز شكل كلمة تتابع خطي للصّوتيات )كما هو الشأن في المعاجم الحالية(. وهكذا فإن تمييز كلمة « balcon » يُقدم على نحو منظومة من خمس صوتيات /b/ /a/ /l/ /k/ /õ/. لقد ارتكز حديثا على وحدات أكثر شمولية مقارنة بالصّوتيات بحيث قُدّم المقطع كوحدة أساسية للوصف الصّواتي. يتألف المقطع الفرنسي بالضّرورة من حركة (voyelle) يضاف إليها صامت أو أكثر. حسب الكيفية التي بواسطتها تتألف الصّوتيات، يصف الصّواتيون البنية الباطنية (structure interne) للمقطع بتعبير المكوّنان تحت المقطعية  (infrasyllabiques)الأساسيان: الاستئناف(attaque)  والقافية (rime). وتحتوي هذه الأخيرة على نواة(noyau)  وذيل أو المقطع الختامي (coda)، كما يبينه الترسيمة الآتية بالنسبة للمقطع « bal »:

 

 



15/10/2010
0 Poster un commentaire

A découvrir aussi


Ces blogs de Littérature & Poésie pourraient vous intéresser

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 50 autres membres