Notre "savoir" sur la structure sonore de la langue 2
"معرفتنا" للبنية الصوتية للغة
ترجمة: عبدالغفور البقالي
إن عرض هذا المستوى "المجرد" والترتيبي لتمثيل المقطع أساسي لأنه يوضح ظواهر توزيع الصّوتيات في الأشكال المجهورة السطحية للغة (formes sonores de surface).
كما سنتطرق إليه لاحقا، يبدو إلى حد بعيد أن تحليل كلمة بتعبير وحدات مقطعية،وخاصة بالنسبة للغات التي لها تنظيما مقطعيا نسبيا واضحا، يتوافق مع وحدات "طبيعية" للتحليل. يمثل المقطع من الوجهة الإصغائية "أثرا" (trace) لحركة تلفظية مركبة. فالتوافق بين الوحدات المقطعية التي يرتكز عليها في التحليل الصّواتي والوحدات الوظيفية المستعملة عند إدراك أو إنتاج الكلام المنطوق يلعب دورا مهما في الأبحاث الحالية لسيكولوجية اللغة. وهذه النقطة مهمة لأنها تبين أن تدفُّق القول (flux de parole)ينتظم على الصعيد الصوتي في مختلف المستويات. في الواقع، نعتبر تقليديا أن القول يتألف من خطين متوازيين: الخط الصّوتوي (ligne phonématique) يتوافق مع القطعات العنصرية (segments élémentaires)، والخط التطريزي (ligne prosodique) الذي يتداخل مع الأول. يتعلق التنظيم المقطعي من هذا الأخير لأنها تعكس مجال التنظيم التطريزي المرتبط بالبنية الإيقاعية للغة.
ويوجد حاليا تطور مهم في مجال النظريات الصّواتية المركزة بالخصوص على دراسة التنظيم التطريزي للغات. تهدف هذه النظريات إلى عرض بنية ووظيفة التنظيم التطريزي في مختلف مستويات الكلام )الصّواتي، المعجمي، الدلالي، البرغماتي(. وتصف هذه النظريات على وجه الخصوص البنية التطريزية للجمل بإضافة إلى تلك الجمل بنية ترتيبية باطنية (structure hiérarchique interne) بتعبير المكونات التطريزية التي تشتتمل على كلمة أو أكثر. ويتشابه شكليا هذا النوع من وصف الجملة مع تلك المستعملة لوصف التنظيم التركيبي الذي سنتناوله لاحقا.
حتى يتسنى تمييز معرفة المتكلمين من الوجهة الشكلية بالنسبة للتنظيم الصوتي للغة التي نتناولها في البداية ماهي وظيفة أصوات الكلام. لقد بيّنا أن هذه الوظيفة تمكّن من التمييز بين الوحدات الدلالية أو الكلمات. فالأصوات التي تشتمل على هكذا ميّزة تكوّن صوتيات اللغة. فقائمة الصّوتيات وكذلك المبادئ التي تميز مرتكزاتها التركيبية التي تختلف من لغة إلى أخرى. ولتمييز الصوتيات والعلائق القامة بينها اقترح الصّواتيون وصفا يرتكز على السّمات المميزة. وحسب هذا التحليل فالصّوتية تقدم على نحو حزمة خاصة من السمات المميزة. فتعريف مجرد جدا لهذه الميزات تمكن من تبيان التنظيم الصّواتي الخاص للغات وكذلك العلائق التي توجد بين هذه الأخريات. فالأوصاف التنظيمية الصّواتية للغات يحيل بالتالي إلى وحدات التحليل الأعلى للصّوتيات. وعلى وجه الخصوص، إن وصف البنية الداخلية للشكل الصوتي لكلمة بعينها هو من النوع التسلسلي ويعتمد على وحدات من الصنف المقطعي وتحت ـ المقطعي. أما على المستوي التركيبي فالبنية الصواتية للجملة تشتمل على مكوّنات تطريزية. |
"المعجم" الذهني
أو معرفتنا لكلمات اللغة
تمثل معرفة البنية الصوتية للغة ما مجالا مهما جدا لمعرفتنا لتلك اللغة، ولكن ليكن واضحا أن مجالا آخر هو أيضا بديهيا أكثر أهمية بالنسبة لمعرفة اللغة، ويحيل هذا المجال إلى معرفتنا بمجالاته التصوّرية أو المعبّرة، وبالخصوص إلى معرفتنا للكلمات. إن معرفة كلمة من كلمات اللغة هي أساسا معرفة العلاقة التي توجد بين شكل ومدلول، يتجلى ذلك في معرفة أن القطعة الصوتية « table » تحيل إلى الأثاث الذي أكتب عليه هذا النص، بينما الشكل الصوتي « chaise » يحيل إلى الأثاث الذي أجلس عليه لأكتب هذا النص. كيف أعرف هذا؟ ببساطة، لأنني تعلمت هذه العلاقة حين اكتساب لغتي، وهي بشكل أو بآخر، مختزنة في ذاكرتي. إذا أردت أن أعبر عن تصوّر table فإني أعرف الشكل الصوتي القادر على هذا، وإذا سمعت هذا الشكل الصوتي فإني أعرف التصوّر الذي يدل عليه.
ويجب أن نسجل أساسا أن هذه المعرفة هي من طبيعة خاصة، لأن العلاقة بين الشكل الصوتي لكلمة والمفهوم الذي يدل عليه هي بالأساس اعتباطية (arbitraire). في العموم، لا يمكنني أن أدلل لمعنى كلمة جديدة انطلاقا من معرفتي لشكلها الصوتي الوحيد، وبالمقابل لا يمكنني أن أدلل بشكلها الصوتي انطلاقا من معرفتي الوحيدة لمعناها. بتعلمي لغتي استطعت أن أبني تدريجيا هذه الروابط شكل-مدلول التي تؤلف بين الكلمات.
بالفعل، تتعدى معرفتي لكلمات اللغة تلك العلاقة الوحيدةن لأنها تعني مجموعة ضخمة من الخاصيات، كالنمط التركيبي للانتماء (catégorisation syntaxique d'appartenance ، وكذلك الشكل الإملائي إذا كنت متكلما متعلما. وهناك حالة خاصة تتكون من الكلمات المركبة مؤلفة من لأكثر من وحدة صغرى للمعنى (unité minimale de signification) أو صرفية (morphème) . كالفعل المشتق « rechute » (انتكاس ثانية) المؤلف من الجدر « chute » والسّابقة (préfixe) « re- »، وكذلك كلمة « filles » (فتيات) المتضمنة للاحقة « -s ». فالمكوّن المعجمي والصرفي للنحو اللغوي يقدم وصفا دقيقا للتنظيم المعجمي، وبالتالي لمختلف المبادئ التي يرتكز عليها التأليف الصّواتي (combinatoire phonologique). وهذا النوع من الوصف أساسي لبناء نظرية سيكولوجية للنظام المعجمي. انطلاقا من هذا المعطى، تبرز مسألة مهمة بالنسبة لسيكولوجيّي اللغة، وهي معرفة شكل هذه الوحدات التصورية، كلمات أو صرفيّات، التي تُختزن في ذاكرتنا.
فقد أعد سيكولوجيّو اللغة مفهوم "المعجم الذهني" لتحديد النظام الذي يضم مجموع المعارف الذي يمتلكها متكلم فيما يخص كلمات لغته. وبالتالي يصبح هذا المعجم الذهني "المستودع المعجمي" الذي يجب على المستمع أن يصل إليه ليفهم الكلمة المسموعة، والذي يحتّم كذلك على المتكلم أن يرجع إليه ليستخرج الشكل الصوتي الذي يحتمل أن يعبر عن التصوّر المزمع إبلاغه. رغم التبسيط المفرط المستعرض بهذه الكيفية لتقديم المعرفة المعجمية، ولكنها بالمقابل تثير مسائل في أقصى الأهمية، وهي كالآتي:
1- كيف وعلى أساس أي ضرب من التصورات والإجراءات يُبنى المعجم الذهني أثناء تطور الكائن الفرد؟
2- على أي شكل تُصوَّر مختلف الوحدات المعجمية وخاصياتها في هذا المعجم؟
3- ما هي مبادئ تنظيم هذا المعجم؟
4- ما هي الإجراءات التي تُمكّن من الوصول إلى التصورات المعجمية عند إدراك وإنتاج الكلمات؟
5- هل نتوصل إلى نفس التصورات المعجمية عند إدراك وإنتاج الكلمات، أو المقصود نظامان مغايران؟
ويبقى مفهوم المعجم الذهني والكيفية التي نعتبره بها محور النقاش بين النماذج الرمزية للمعجم التي ترى في الكلمة وحدة تصورية، وبين بعض النماذج الاتّصالية (modèles connexionnistes) التي تجعل من التمثيل الموزّع (représentation distribuée) تصورات معجمية. وهناك نقاش ثان مهم يرمي إلى توضيح إلى أي مدى يمكن أن نتصور المعجم الذهني كمادة وحيدة التي قد "نستوضحها" عند إنتاج أو إدراك الكلام، بعدم الرجوع إلى المشروطية الحواسية (modalité sensorielle)، أو هل يجب تناوله على شكل مجموعة من الأنظمة الفرعية منفصلة وظيفيا تقريبا.
A découvrir aussi
- Notre "savoir" sur la structure sonore de la langue 1
- Origine des localisations cérébrales pour le langage
- Effet de fréquence en production de la parole
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 50 autres membres